الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي تستقبل وفدًا من الشخصيات السورية

استقبلت الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، الجمعة، وفدًا من المشاركين في المنتدى السوري للحوار الوطني، الذي نظَّمه مركز روج آفا للدراسات يوم الخميس في الرقة، وضم الوفد شخصيات سياسية، اجتماعية، وثقافية من حلب، درعا، السويداء، دمشق، سلمية، اللاذقية، ومختلف المناطق السورية الأخرى.

وتخللت الزيارة مناقشة عدة قضايا تتعلق بمسؤوليات المرحلة الانتقالية، وسبل التعاون والتكاتف للمشاركة في بناء سوريا الجديدة وصياغة دستورها، بما يضمن عدم إقصاء أو تهميش أي مكون، ثقافة، أو دين في البلاد.

في مُستهل اللقاء، رحبت السيدة أفين سويد (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) بالوفد، وقدَّمت تعريفًا بالهيكلية التنظيمية للإدارة الذاتية ونظامها الديمقراطي، الذي يقوم على مبدأ الأمة الديمقراطية، وحرية المرأة، ودور الشباب، والاقتصاد المجتمعي، كما باركت للمرأة بمناسبة يوم الثامن من آذار (اليوم العالمي للمرأة)، ودعت الوفد لحضور احتفالات عيد نوروز الذي يصادف 21 آذار، وعيد الأكيتو الذي يصادف 1 نيسان من كل عام، والتعرُّف على العادات والتقاليد الموجودة في شمال وشرق سوريا.

كما تطرقت سويد إلى الصعوبات التي تواجه الإدارة الذاتية، خصوصًا الهجمات المستمرة على المناطق السورية، إضافةً إلى الحديث عن العقد الاجتماعي الذي تمَّ إصداره، مؤكدةً أنَّه يمثل جميع المكونات ويضمن حقوقهم، كما أكدت أنَّ تجربة الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا تمثل الحل الأمثل لسوريا المستقبل، معربةً عن سعادتها بوجود جميع السوريين معًا في المنتدى، الذي جسد التلاحم الوطني، وفتح باب النقاش بين مختلف المكونات حول مستقبل سوريا التي يجب أن تكون لجميع السوريين.

من جانبه، رحب السيد حسين عثمان (الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) بالوفد، وعرَّف بالهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي والمكونات التي توجد ضمن هيكلية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من عرب وكرد وسريان وتركمان وأرمن شركس شيشان وأيزيديين ومسيحيين، وأكد على ضرورة مشاركة جميع المكونات في رسم مستقبل سوريا الجديدة، مُشيرًا إلى أنَّ النظام السوري استخدم سياسة التخويف والتهميش بحق الشعب، مما أدى إلى تراكم الأزمات خلال فترة حكم النظام البعثي.

واستعرض رؤية النظام اللامركزي باعتباره نموذجًا ديمقراطيًا يعكس تطلعات وآمال الشعب السوري، مُشددًا على أهمية تعزيز الخطاب الوطني للوصول إلى سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، وأوضح أنَّ مشروع الإدارة الذاتية ليس مشروعًا انفصاليًا كما يُروج البعض، بل هو مشروع وطني سوري يهدف إلى بناء سوريا جديدة وفق رؤية يطمح إليها جميع السوريين، وأشار إلى اللقاء السابق مع وفد من الفنانين السوريين، حيث تمَّ التأكيد لهم على أنَّ الإدارة الذاتية تمثل الحل الأمثل لمستقبل سوريا.

من جهته، تحدث الوفد عن الإقصاء والتهميش الذي عانى منه المجتمع السوري، سواء في ظل النظام السابق أو النظام الحالي، مؤكدين أنَّ هذا اللقاء يُشكِّل فرصة حقيقية لتعزيز التواصل بين السوريين، وفتح باب الحوار لرسم ملامح وطن ديمقراطي متساوٍ، كما شددوا على دور المرأة في بناء الوطن، وأهمية مشاركتها في مراكز صُنع القرار، وأكدوا على ضرورة تعميم تجربة الإدارة الذاتية على مستوى سوريا، باعتبارها نموذجًا ديمقراطيًا يمنح الأمل بمستقبل أكثر إشراقًا.

وفي ردها على تساؤلات الوفد، قدَّمت الهيئة الرئاسية للمجلس التنفيذي شرحًا حول الوضع الأمني، العسكري، السياسي، الاقتصادي، الاجتماعي، والتربوي في شمال وشرق سوريا، ودور الإدارة الذاتية في دعم الاقتصاد المجتمعي وتأمين الخدمات الأساسية للشعب وكيفية إدارة المنطقة، كما تمَّ التطرق إلى الرؤية السياسية للإدارة الذاتية، والمفاوضات المستمرة مع دمشق.

وفي ختام الزيارة، دعا الوفد الإدارة الذاتية إلى زيارة مناطقهم، وعقد اجتماعات مماثلة لتعزيز الحوار والتعريف بتجربة الإدارة الذاتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *