بيان إلى الرأي العام

عام بعد عام، وبالتزامن مع زيادة السورين، وسط غياب إجماع عام على حل الأزمة السورية، تستمر تركيا في مشروعها الاحتلالي العثماني والخطير في سوريا، هذا المشروع الذي يُكّرس وقائع "خطيرة" هي من المسبات الرئيسة لما آل إليها الوضع السوري من معاناة وتأزُّم وتهجير ودمار.

اليوم، ومع مرور خمس سنوات على احتلال عفرين، نتيجة صفقة واضحة المعالم بين تركيا وروسيا الاتحادية، وبعد مقاومة تاريخية استمرت 58 يوماً بنضال بطولي شارك أهلنا في عفرين شمال وشرق سوريا، لا تزال تركيا والمجموعات المرتزقة من قبلها مستمرة في سياسة الإبادة عفرين من خطف وقتل ممنهج وإبادة للطبيعة والمعالم التاريخية والثقافة الأصيلة، من خلال عمليات التريك وتمير أخطر ضدّ الإنسانية تعتبر جرائم حرب وهي إحداث عمليات التغيير الديموغرافي وبناء المستوطنات وتهجير السكان الأصليين، عن حجم المارسات "القذرة" للمجموعات المدعومة من تركيا والتي تفعل وتمارس كل ما ينتهك القوانين الدولية الإنسانية والجنائية، لاسيما ما فعلته أثناء الزلزال الذي ضرب المنطقة، كشفت هذه الكارثة الوجه الحقيقي لتلك المجموعات المرتزقة وأسيادهم، وكشفت عن عنصريتهم وحقدهم الدفين تجاه شعبنا.

 

في الذكرى السنوية الخامسة لألم عفرين واحتلالها، نستذكر نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مقاومة العصر ونحني إجلالاً شهدائنا، ونحيي أهلنا الصامدين الذين خرجوا من ديارهم واستمروا في مقاومتهم البطولية، من خلال التمسك بخيار العودة، والإصرار النضال، مخيمات الشهباء، وسط ظروف معيشية صعبة، ونؤكد بأن عفرين وما يحدث فيها وكذلك في سائر مناطقنا المحتلة يمثل "اعتداءً سافراً على هوية سوريا ومجتمعها المتنوع" ويستوجب هذا الاعتداء مواقف وطنية سورية واضحة، بعيدةً عن أي "تحيز" جغرافي أو قومي أو مجتمعي، انطلاقاً من الحرص على سوريا كبلد واحد.

 

كذلك ناشد كل القوى الفاعلة في سوريا، الأم المتحدة، المؤسات الحقوقية للعمل بشكل جدي والخروج من المواقف الخجولة والمعدومة حتى حيال عفرين والمناطق المحتلة، والتحلي بروح المسؤولية، واعتبار معاناة وما يتم فيها من مارسات "إبادةً وتطهيراً عرقياً واضح المعالم واحتلاً متكاملاً" ونطالب المجتمع الدولي بإرسال فرق تقصي الحقائق لتقيم الوضع المزري في عفرين، وبالتالي ملاحقة المسؤولين عن الجرائم التي تُرتكب فيها.

 

نحن في الإدارة الذاتية نجدّد على خيارنا وقرارنا المصيري في تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة، استراتيجي لن نساوم عليه في أية مواقع وأية مفاوضات، بكل الممارسات التي تقوم بها قوى إقليمية وعربية للأسف في التفاعل مع تركيا ومشروعها الاحتلالي ضد شعبنا، أن الانجرار وراء تركيا ما هو إلا جري نحو "مستنقع المعضلات" في المنطقة، مشدّدين على رفضنا التام بكل الأشكال لأية صفقات أو تفاهمات بين تركيا وجهات بما فيها النظام السوري على حساب السورين وحساب شعبنا، ملتزمين بثوابتنا الوطنية السورية في بناء نموذج ديمقراطي، عادل، متعدد لكل السورين، بعيداً عن أية صفقات أو أجندات تصب في المصالح السياسية.

 

تحية لأهلنا في عفرين.

تحية لمقاومة عفرين في مرحلتها الثانية المستمرة.

تحية لشهداء عفرين وعموم شمال وشرق سوريا.

 

"تحرير عفرين ومناطقنا المحتلة ضمانة لوحدة سوريا وتطوير الديمقراطية الحقيقية"

 

الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

 

18 آذار 2023

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *