التقى وفدٌ من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، أمس الاثنين، برئيسة البرلمان الكتالوني في مقر البرلمان بمدينة برشلونة.
وضم وفد الإدارة الذاتية بدران جيا كرد (الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا)، وعبد الكريم عمر (ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا) ونظيرة كورية (الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري).
في حين حضر من الجانب الكتالوني آنا إيرا سولا (رئيسة البرلمان) ونائبتها ألبا فيرجس، والسكرتير الثالث في البرلمان كارلس ريرا.
وفي بداية اللقاء لفت بدران جيا كرد إلى متانة العلاقات المشتركة بين الإدارة الذاتية وكتالونيا، قائلاً “إنّ وجودنا هنا اليوم في برلمان كتالونيا دليل على علاقاتنا المميزة، والتي تمّ التعبير عنها عملياً من خلال اعترافكم رسمياً بالإدارة الذاتية، ونؤكّد لكم أنّ شعوب شمال وشرق سوريا تثمّن عالياً وقوفكم الدائم إلى جانبها، وتعتبر قرار الاعتراف هو دعم سياسي كبير لحقوق شعبنا وتؤكد مدى مبدئية الصداقة والشراكة بين الشعبين، وكذلك نحن أيضاً ندعم حقوق الشعب الكتالوني المشروعة بشكل كامل”.
وأضاف جيا كرد أنّ هناك العديد من القواسم المشتركة بين الشعبين من حيث المعاناة والمفاهيم النضالية، مشيراً إلى “أنّ الشعب الكتالوني مثل شعوب شمال وشرق تناضل من أجل ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية والعيش المشترك، وهناك حاجة ماسة لترسيخ تحالف مشترك بين جميع الشعوب والقوى الديمقراطية المطالبة بحقوقها المشروعة”.
وبشأن التهديدات المتواصلة على شمال وشرق سوريا، قال جيا كرد “ترتكب الدولة التركية مجازر في مناطقنا عبر هجماتها المستمرة المخالفة لكل القوانين والمواثيق الدولية، هذا فضلاً عن الانتهاكات الفظيعة والإبادات التي تُرتكب في المناطق المحتلة، إنّ هذه الممارسات اللاإنسانية تهدد مكونات المنطقة في وجودها، كما أنها تُعرقل في الوقت عينه نضالنا المشترك لمكافحة الإرهاب، ومن الأهمية بإمكاننا أن نعمل أكثر معاً للحفاظ على الاستقرار والتعايش المشترك في ظل ترسيخ مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية”.
من جهتها قالت نظيرة كورية الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري، إنّ مكونات شمال وشرق سوريا شاركت جميعها في إعلان الإدارة الذاتية كخطوة لبدء مرحلة جديدة من النضال، لنيل حقوقها المشروعة وإنهاء سنوات من سياسات الحرمان والاضطهاد.
ولفتت كورية إلى تمتع المجتمع بشمال وشرق سوريا بالتنوع والتعددية، قائلة “إن هذا يعزز السلم الاجتماعي وثقافة التعايش المشترك بين كافة المكونات على اختلاف دياناتها وإثنياتها”.
بعد ذلك تحدثت آنا إيرا سولا رئيسة البرلمان الكتالوني حيث رحبّت بوفد الإدارة الذاتية وقالت “إن وجودكم هنا اليوم أكبر دليل على متانة العلاقات التي تربطنا معاً، وكذلك كان اعترافنا بالإدارة الذاتية للتأكيد على دعمنا اللامحدود لتجربتكم، وكذلك للبرهنة على نضالنا المشترك من أجل صون مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان”.
وأضافت سولا أنّ نجاح مشروع الإدارة الذاتية لا يصبّ فقط في خدمة شمال وشرق سوريا، بل إنّ عموم المنطقة مستفيدة من استمرار ونجاح هذه التجربة الفريدة، لكونه ضمانة حقيقية لصون الحقوق المشروعة لمكونات المنطقة المستَهدفة من قبل الأنظمة الاستبدادية.
وأنهت رئيسة البرلمان الكتالوني حديثها بالقول “إننا نؤكد وقوفنا الدائم إلى جانبكم ودعمنا لتجربتكم الديمقراطية، كما نؤكد مرة أخرى لمكونات شمال وشرق سوريا إنّ لكم أصدقاء في كتالونيا، سيواصلون الوقوف في صفّكم في كل المحن والظروف”.
وفي ختام اللقاء سلّم السيد جيا كرد درعاً رمزياً لرئيسة البرلمان تعبيراً عن عمق ومتانة العلاقات بين كتالونيا والإدارة الذاتية، وتقديراً لاعتراف البرلمان الكاتالوني بالإدارة الذاتية.