أجرى وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، لقاءًا مع برلمانيين وأعضاء مجلس الشيوخ عن أحزاب الخضر واليسار والديمقراطي وحركة خمس نجوم في البرلمان الإيطالي.
وضم وفد الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا وروكسان محمد الناطقة باسم وحدات حماية المرأة وميديا حسن الرئيسة المشتركة لممثلية الإدارة الذاتية في سويسرا.
وكان في استقبالهم آلينزا فيردي، ماركو غريمالدي، ديفيس دوري، فرانشيسكا غيرا، تينو ماغني، أنزو أماندولا وريكاردو ريكياردي.
وفي بداية اللقاء تم تقديم لمحة مختصرة عن تجربة الإدارة الذاتية، والتأكيد على أن جميع مكونات المنطقة شاركت في تأسيس هذه الإدارة بإرادتها الحرة لإيمانها بأنها تلبي تطلعاتها وطموحاتها المشروعة وأنها السبيل للحفاظ على التعايش والقيم المشتركة بين جميع المكونات.
وتطرق الوفد إلى دور المرأة في محاربة الإرهاب والحفاظ على الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، ومشاركتها الفعالة في مؤسسات وهياكل الإدارة الذاتية، حيث تشغل المرأة نسبة خمسين بالمائة في مؤسسات الإدارة الذاتية التي تعتمد في الوقت نفسه نظام الرئاسة المشتركة.
وبحث الجانبان الأوضاع الإنسانية في شمال وشرق سوريا والتحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية لتأمين المتطلبات والاحتياجات الأساسية للسكان، في ظل ضعف الدعم الدولي حيث إنّ جميع المساعدات الإنسانية المقدمة من الدول الأوروبية وغيرها تأتي عبر دمشق وهي بالتالي لا تصل إلى مناطق شمال وشرق سوريا.
ولفت وفد الإدارة الذاتية إلى الحاجة الماسة لالتزام الحكومة الإيطالية وغيرها من الحكومات بمسؤولياتها في العمل على إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق شمال وشرق سوريا للتخفيف من عبء الأزمة الاقتصادية التي تعيشها جراء الحصار الجائر المفروض عليها من جميع الجهات.
وأكد وفد الإدارة الذاتية أنّ أحد أبرز التحديات على هذا الصعيد هو غياب الاعتراف السياسي بالإدارة، فضلاً عن إبقائها بموجب الفيتو التركي خارج العملية السياسية واجتماعات جنيف، وأنّ استبعاد الإدارة من أيّة محاولات للحل سيكون مصيرها الفشل لأنها تستبعد شريحة واسعة ومهمة من المكونات السورية.
وسلّط الوفد الضوء على الانتهاكات الممارسة من قبل دولة الاحتلال التركي، إذ احتلّ الجيش التركي ومرتزقته خلال عمليات برية وحشية مناطق عفرين وكري سبي وسري كانيه، وتشهد تلك المناطق شتى الجرائم والانتهاكات من عمليات القتل والخطف والتعذيب والاغتصاب والتغيير الديموغرافي وغيرها.
فضلاً عن أنّ الدولة التركية تواصل في الوقت نفسه شنّ هجماتها على مناطق الإدارة الذاتية، عن طريق الدرونات والطائرات الحربية، مستهدفة بشكل ممنهج البُنى التحتية والمرافق الحيوية الأمر الذي يفاقم من الأوضاع الإنسانية ويعرض حياة الملايين من المواطنين للخطر، وهذه الممارسات والانتهاكات هي جرائم حرب موصوفة في القانون الدولي ومن المفترض أن يتم بموجبها تحويل المسؤولين الأتراك للمثول أمام المحاكم الدولية ذات الشأن.
وشدّد وفد الإدارة الذاتية على ضرورة أن يمارس المجتمع الدولي الضغط على الدولة التركية من أجل وضع حدّ لهذه الجرائم، حيث من شأن استمرارها الدفع باتجاه كارثة إنسانية وإجبار الملايين من المواطنين على الهجرة.
بدوره أشار الوفد الإيطالي إلى أنهم مطلعين عن كثب على الأوضاع والتطورات في شمال وشرق سوريا، والدور الكبير الذي قام به سكان الإقليم في مجال محاربة الإرهاب، فإنها تطرح أُنموذجًا وتجربة ديمقراطية لا يمكن غضّ النظر عنها، لا سيما وأنها تحتضن جميع مكونات المنطقة، وتعطي في خطوة فريدة من نوعها بتلك المنطقة مكانة رفيعة للمرأة.
وحول عزوف المجتمع الدولي عن القيام بمسؤولياته حيال الإدارة الذاتية، قال الوفد الإيطالي “كان من المأمول بعد كل التضحيات التي قدمتها مكونات شمال وشرق سوريا في معركتها ضد الإرهاب أن تلقى شتى أنواع الدعم والتأييد من كافة الدول والحكومات، لكن وبكل أسف يتم الآن التغاضي عن التحديات التي تواجهها الإدارة الذاتية، وكذلك يتم تجاهل نداءاتها من أجل التحرك لوضع حد للجرائم والانتهاكات التي تُرتكب في المناطق المحتلة، وكذلك تلك التي تتعرض لها جراء الهجمات المتواصلة على المنطقة”.
وأكدّ الوفد في ختام اللقاء، أنهم سيطلقون مناشدة لمطالبة الحكومة الإيطالية والمجتمع الدولي برمته من أجل الالتزام بمسؤولياتهم حيال الإدارة الذاتية، عبر دعمها على الصعيدين الاقتصادي والإنساني، وكذلك الدفع باتجاه الاعتراف السياسي بها.