الطبقة: ألقى السيد رجب المشرف الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية كلمة خلال المؤتمر الأول للهيئة، وجاء في مستهلّها: “لا يسعنا ألا أن ننحني إجلالًا وإكباراً لأرواح الشهداء كافة وشهداء هيئة التربية والتعليم من معلمين وتلاميذ الذين جعلوا من أرواحهم جسراً لتعبر بها الأجيال إلى مستقبل زاهر ومشرق ونبراساً وقدوة لكل محب لوطنه”.
وأضاف المشرف: “تلك القيم التي رسخها شهداؤنا من خلال تضحياتهم هي من أسمى القيم التي أكدت عليها الشرائع الدينية والفلسفات الإنسانية إلا وهي قيمة التضحية من أجل الإنسان والمجتمع وإحقاق العدل والحرية لذا علينا زرع هذه القيم في نفوس تلاميذنا وحان الوقت للشعوب أن تقول كلمتها وتعبر عن موقفها الرافض للأنظمة الديكتاتورية والشمولية”.
وأكد رجب المشرف أنَّ مايجري الآن في شمال وشورق سوريا ليس إلَّا تعبيرا صادقا وحقيقيا عن الرغبة في العيش المشترك بين مختلف مكوناتها وإفساح المجال لكل مكون أن يعبر عن شخصيته المستقلة من خلال التعبير عن ذاته وثقافته.
وأشار إلى أنَّه على مدى عقود من الزمن يعيش وطننا السوري حالة من الاستبداد والقهر كلفت الشعب السوري ثمنًا باهظًا وردا على هذا الواقع انطلق الحراك الشعبي في آذار 2011 ،ترجمت حقيقة الموقف الجماهيري الرّافض لهذه السياسات المتبعة بحقه من شمولية وإقصاء، وانطلقت أيضًا شرارة الثورة في 19تموز من مدينة المقاومة كوباني معلنة نهاية نظام الاستبداد فيها والمحافظة على كرامة الإنسان فجاءت الإدارة الذاتية كأحد منجزات ثورة 19تموز ففي 2014 تم تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية في الجزيرة وكوباني وعفرين.
وأوضح قائلًا: “في ظروف صعبة وعدم توفر المقومات الحقيقية لبدء العملية التربوية من نقص الأبنية المدرسية والكتاب المدرسي والكادر التعليمي والإداري كان لا بد من الاعتماد على القدرات الذاتية للإدارة الناشئة وعلى الرغم من إمكاناتها المحدودة انطلقت العملية التربوية في الإدارات الذاتية والمدنية”.
وتابع المشرف “أنجزت المناهج الدراسية باللغات الرسمية الثلاث لشمال وشرق سوريا العربية والكردية والسريانية ومن ثم عملت الهيئات على الهيكيلة الإدارية بداية من تشكيل الإدارات العامة للمدارس في المدن والإدارات الفرعية المرتبطة بها ولسد الحاجة للمعلمين وافتتاح المعاهد الخاصة لإعداد المعلمين العرب والكرد والسريان”.
وأشاد بإنجازات الكوادر التربوية في شمال وشرق سوريا فقال: “تابعت الهيئات التربوية عملها لتطوير العملية التربوية ومتطلبات مراحلها؛ وذلك بافتتاح الأكاديميات الفكرية والتخصصية لصقل مهارات معلمي المرحلتين الإعدادية والثانوية كي يتمكنوا من تدريس منهاج الإدارة الذاتية ضمن الأساليب التعليمية الحديثة”.
واختتم الكلمة بالحديث عن جامعات الإدارة الذاتية قائلًا: “قامت هيئات ولجان التربية في مناطق شمال وشرق سوريا بافتتاح الجامعات في قامشلو وكوباني وعفرين وآخرها جامعة الشرق في الرقة فتطورت هذه الجامعات حيث أصبحت تدرس العديد من الاختصاصات وتبعها افتتاح العديد من المعاهد، وبقرار من المجلس التنفيذي للإدارة الذاتية أصبحت هذه الجامعات تتبع لمنسقية الجامعات”.