عقد صباح اليوم السبت، ملتقى الوحدة الوطنية للعشائر والمكونات السورية الثاني، برعاية الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ومجلس سوريا الديمقراطية تحت شعار “حوار، أمان، بناء، من أجل سوريا موحدة لا مركزية” في ملعب المدينة الرياضية بمدينة الحسكة.
بمشاركة 5 آلاف شخصية مجتمعية، دينية، شيوخ ووجهاء عشائر إقليم شمال وشرق سوريا والإدارة الذاتية الديمقراطية، بحضور مظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية).
وشارك في الملتقى، أعضاء مؤتمر الإسلام الديمقراطي وممثلون عن مكونات وإثنيات الإقليم مسيحيون، إيزيديون، كرد، عرب، سريان، آشور، تركمان، شركس، وأرمن، وفعاليات مجتمعية نسائية، وشخصيات اجتماعية، وأكاديميون، ومثقفون، وشخصيات عشائرية وقبلية كردية وعربية.
ويهدف الملتقى لتأكيد أهمية وحدة المكونات السورية، وليكون الحل الأمثل لإنهاء الأزمة السورية، ورسالة للأطراف المتدخلة في الأزمة السورية وللتأكيد أن الحل بيد السوريين عبر الجلوس إلى طاولة واحدة.
وبدأت أعمال الملتقى بإلقاء كلمات، منها كلمة حسين عثمان (الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) جاء فيها:
بداية نرحب بكم جميعاً شيوخ ووجهاء عشائر ومكونات المجتمع السوري، والمؤسسات المدنية والعسكرية، والحضور كافة.
فخور كونني بينكم اليوم في هذا الملتقى التاريخي ولنا الشرف في أن نقف أمام هذه الهامات العشائرية والأحزاب والمثقفين والنساء التي نفتخر بها.
من هذا المنبر الذي يعد الفسيفساء السوري بكافة مكوناته وأطيافه وعشائره، في البداية نستذكر شهداءنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل هذا الوطن، كما نحيي قواتنا العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، وقوات الدفاع الذاتي، المرابطين في خنادق المقاومة للدفاع عنا وحماية الوطن من المتآمرين الذين يحاولون النيل من المكتسبات التي حققها شعبنا في إقليم شمال وشرق وسوريا.
أيها الحضور الكريم:
إنَّ الذي يجمعنا اليوم في هذا الملتقى هو وحدة القضية والمصير، نعم لقد عانينا وخضنا معاً نضالاً لا مثيل له في مواجهة مشروع الإرهاب، ودافعنا معاً عن أرضنا في مواجهة مشاريع الاحتلال أيضاً، ولا زلنا نقاوم مشاريع التغيير الديمغرافي، لقد عانينا ولا زلنا من ويلات الحرب التي أثقلت كاهل شعبنا الذي نهض لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية موحدة وحرة.
نؤمن نحن أبناء هذه المنطقة بأننا أبناء مجتمع واحد، ولن نتهاون في المساس بتاريخ وهوية تنوع ثقافات مجتمعنا مهما كانت الأسباب والدوافع، رزانة العشائر وشيوخها العقلاء وكذلك تغليبهم للغة العقل دوماً كان سبباً تاريخياً مهماً من أسباب صمودنا ضد مشاريع النيل منا، حيث أنَّ الكثير من القوى والأطراف المُعادية حاولت اللعب على ورقة العشائر وإحداث خلل في صفوفها وتشتيت قوتها، والبعض ذهب نحو استخدام العشائر وسيلة للتغطية على أهدافه ومصالحه وتمرير أجنداته على حساب العشائر وتاريخها العريق.
لذا قوتنا اليوم تكمن في وحدتنا، ووحدة مواقفنا وقرارنا ورفض كل ما يمس بأمن واستقرار مناطقنا، نعول على دوركم الريادي والتاريخي في هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها، ونؤمن بأنكم أصحاب قرار في هذا الشأن، لذا نحن معكم بكل مؤسساتنا في خدمة تاريخنا ووجودنا وهويتنا.
ومن المهم أن نعمل معاً نحو الدفاع بكل ما نملك من قوة وإمكانيات ضد من يريد المساس بأعرافنا وتاريخنا ومجتمعنا ومشروعنا، وبالدفاع الذاتي كلٌّ من مكانه هو الموقف الصحيح والتاريخي الذي سنبني عليه مستقبل شعبنا ونحفظ فيه دور عشائرنا وشيوخنا الأكارم.
أيها الحضور الأكارم:
نحن اليوم نعيش مرحلة مفصلية في التاريخ، وهذه المرحلة تتطلب منا جميعاً تضافر الجهود، وتعزيز روابط الأخوة التي تجمعنا، لنستطيع التغلب على الصعاب، وتجاوز العراقيل والتحديات التي تواجهنا لإيصال شعبنا لبر الأمان، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، ونحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، سنرفع من سوية عملنا، من خلال تطبيق العقد الاجتماعي، وإجراء انتخابات الإدارة المحلية في أجواء من الديمقراطية والمنافسة الشفافة والتخلص من حالة ترهل المؤسسات الخدمية ووضعها في خدمة الشعب، وسنعمل بكل طاقاتنا لنكون لائقين بشعبنا العظيم وتضحياته.
ونحن من هذا المنبر نعاهدكم بأننا مستمرين على خُطى البناء والتطوير من عملنا المؤسساتي لكي نحقق النموذج الديمقراطي للإدارة من خلال نشر الثقافة والوعي والسياسة الديمقراطية، وبها نعزز العلاقة بين الإدارة والمجتمع، ونغلق الفجوات التي أحدثتها ضعف تجارب وقلة خبرات، وسنعزز علاقاتنا بالمجتمع الإقليمي والدولي للوصول إلى شراكات في إطار الاستمرار بمكافحة الحاضنة الفكرية للإرهاب في المنطقة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحروب، ونعمل معاً للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة أراضيها، وتحرير كافة الأراضي المحتلة.
ومن هنا علينا أن نعلن عن خطوطنا الحمراء:
أولاً: تحريم دماء السوريين على بعضهم.
ثانياً: عدم التخلي عن حقوقنا المشروعة وصون كرامتنا تحت أي ظرف كان.
ثلاثاً: عودة المهجرين إلى مناطق سكناهم الأصلية.
رابعاً: الارتقاء بالعملية التعليمية كاستراتيجية لا بديل عنها، ومأسسة العمل الإداري في خدمة المجتمع وإفراده دون تمييز.
وأخيراً:
نؤكد أنَّ هذا الملتقى هو خطوة مهمة وكبيرة لتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته وآماله، وسنعمل جاهدين لتنفيذ مخرجات ملتقانا هذا، بما يخدم الشعب السوري عامة، والشعب في شمال وشرق سوريا خاصة.
لكم كل التحية والتقدير، وبكم نحفظ تاريخنا العشائري، وندافع عن كل ما حققه شهداءنا من كافة المكونات على هذه الأرض التي دافعوا عنها لنكمل نحن مسيرتهم مسيرة الكرامة مسيرة المجتمع الديمقراطي الحر.
وفي النهاية نترحم على شهدائنا ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا، وأن يعود أهلنا المهجرين قسراً إلى ديارهم بشكل آمن.
وكلمة مظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية) قال فيها إن التدخلات الإقليمية هي السبب الأساسي لتعميق الأزمة السورية، ويجب أن يعود أهالي سري كانيه وتل أبيض وعفرين لمدنهم مكرمين ولابد للاحتلال التركي أن ينتهي.
ونوه في كلمته، إلى أن قسد مع وقف التصعيد مع جميع الأطراف بما فيها تركيا، داعياً إلى تكاتف السوريين إذ لا يمكن أن تعود سوريا إلى سابق عهدها ولابد من التكاتف لبناء سوريا الجديدة.
وأشار عبدي، إلى أن لا حل في سوريا دون الاعتراف بالمؤسسات التي بناها أبناء إقليم شمال وشرق سوريا سواء العسكرية أو الخدمية.
وأكد مظلوم عبدي، التزام قوات سوريا الديمقراطية بالوعود التي قدمتها لشيوخ ووجهاء العشائر وحالياً يتم بحثها مع المؤسسات المعنية.
ختاماً قال القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، إنّ الشراكة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي لمحاربة داعش قائمة ومستمرة.
تلاها كلمة محمود المسلط (الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية) قال فيها إن المشروع الوطني الذي يطرحه مجلس سوريا الديمقراطية هو المشروع الوحيد الذي يُعتبر بارقة أمل لجميع السوريين، وهو مشروعٌ يؤمن بوحدة سوريا ويلبي طموحات كافة المكونات من خلال الحوار السوري السوري.
وأشاد المسلط بجهود الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية في تجاوز التحديات والعمل على مكافحة الفكر التكفيري والمخدرات، وحث على التنسيق والمشاركة الفعلية لكل السوريين للتغلب على تلك العقبات.
ودعا محمود، إلى الانتقال الديمقراطي السّلمي وبناء سوريا الجديدة الديمقراطية اللامركزية، قائلاً إن العشائر صمّام أمان هذا الوطن، وأنّهم مدعوون لرسم مستقبل سوريا من خلال الحوار السوري السوري.
واختتم الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية كلمته، بتوجيه تحية إلى الدول العربية والحلفاء للوقوف بجانب سوريا في مواجهة التحديات، متمنياً نجاح ملتقى الوحدة الوطنية.
وجاء في مجمل كلمات المكونات والإثنيات السورية المشاركة في الملتقى، تأكيد وحدة الصف ضد الأطماع والأخطار التي تحيق بسوريا ورفض التدخلات الخارجية في حل الأزمة على أن ينهيها السوريون بالحوار وعبر انتقال ديمقراطي.
وانتهت أعمال الملتقى ببيان ختامي حمل عدة مخرجات وهي: يدنا ممدودة للسلام وعقولنا مفتوحة للحوار نسعى من خلاله إلى بناء علاقات حسن جوار مع شعوب المنطقة ودولها.
دم السوري على السوري حرام فنحن طلاب حوار وأمان وبناء.
نبذ الإرهـ.ـاب ومحاربته، ورفض التمييز على أساس قومي وديني وجنسوي.
الإيمان بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية المواطن.
سوريا دولة موحدة لا مركزية تتسع لجميع السوريين بكل مكوناتهم وأطيافهم ومشاربهم.
العمل على إصدار عفو يشمل من لم تتلطخ يده بالدم السوري ومن ثبت تأهيله وإصلاحه ليعود ويندمج في إطار مجتمعه.
تطوير وتوفير الخدمات الحياتية اليومية وفقاً للإمكانيات المتوفرة والاحتياجات المطلوبة.
إيلاء الأهمية بالقطاع الزراعي والثروة الحيوانية والقطاعات الأخرى الهامة.
إعادة النظر في موضوع النزوح الداخلي سواء في المخيمات أو التجمعات المضيفة لمن لديهم الرغبة في العودة الطوعية إلى مكان سكنهم الأصلي.
مكافحة المخدرات بكافة السبل والوسائل الممكنة لما له من مخاطر على مستقبل الشعب السوري.