يُصادف التاسع من تشرين الأول، الذكرى السنوية الثانية لاحتلال مدينتي رأس العين(سري گانيية) وتل أبيض (گري سبي)،عامان من أفظع الانتهاكات والممارسات التي لا صلة لها بأية معايير أخلاقية ووجدانية، ساهمت المجموعات المتطرفة والمرتزقة المدعومة تركيا، وبإشراف تركي مباشر إلى ضرب استقرار وأمان المنطقة من خلال العدوان الذي شنوه ضد رأس العين (سري گانيية) وتل أبيض( گري سبي) بعد هجومهم البربري على عفرين المحتلة لذات الأهداف.
ممارسات المرتزقة في هذه المناطق المحتلة تعبر بشكل واضح عن نوايا تركيا الدنيئة في ضرب استقرار مناطقنا والنيل من تجربة شعبنا الديمقراطية، كذلك هو سعي واضح لعرقلة مسار الاتفاق والتوافق السوري ومشروع عميق هدفه تكريس الاحتلال التركي في سوريا وتقسيمها كما يحدث اليوم من ممارسات تؤكد واقع التقسيم والاحتلال؛ لذا فإن هذا العدوان والاحتلال من الخطأ أن يعتبره البعض بأنه مناطقي محدود التأثير لأنه عدوان شامل على عموم الجغرافية السورية حيث احتلال أي جزء سوري يعتبر بالنسبة لنا ولكل من يمتلك قيم الانتماء الوطني السوري بأنه احتلال لعموم سوريا يستوجب توحيد الطاقات الإمكانات من أجل تحريره.
ما تفعلها تركيا ومرتزقتها اليوم في مناطقنا المحتلة يؤكد من جديد وخاصة من خلال الصمت الموجود من القوى الدولية ومؤسسات الأمم المتحدة والتحالف الدولي وروسيا والحكومة السورية بأن تركيا ماضية في تدمير سوريا وتمزيق مجتمعها وفرضها لسياساتها التي لا تتماشى مع المصلحة السورية وما استطراق تركيا لحجة أمنها القومي ودعم الاستقرار في سوريا ودعمها لبعض القوى التي تسمي نفسها بالمعارضة السورية إلا تغطية لممارساتها العدائية ونواياها التخريبية في سوريا؛ ما يتطلب يقظة كافة القوى الوطنية السورية والمجتمع الدولي لهذا المخطط الخطير ضد الشعب السوري ناهيكم عن مشروعها في دعم الإرهاب وإعادة ضخ الدماء لجسد داعش الميت من خلال احتضانها اليوم لآلاف الدواعش الذين فروا من سوريا فاستقبلتهم تركيا ونظمتهم تحت مسمى الجيش الوطني المزعوم.
في الذكرى السنوية الثانية للاحتلال التركي نؤكد في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بأن الوجود التركي واحتلاله لمناطقنا وعموم المناطق السورية الأخرى ودعمه للإرهابيين واحتضانها للقوى المسماة بالمعارضة السورية ما هو إلا خنجر مسموم في الجسد السوري دون حل ملف احتلال تركيا لسوريا وممارستها ومعها المرتزقة لن يكون هناك استقرار مطلقاً في سوريا.
كما ننوه للعالم أجمع وللرأي العام العالمي بأن تركيا ومن خلال سياسات التغيير الديموغرافي والتهجير القسري لأهلنا من مناطقهم تؤسس لمشروع عثمنة جديدة هدفه ضرب استقرار سوريا والمنطقة وتجزئتها مجتمعياً وجغرافياً. لذا ننادي المجتمع الدولي بكافة مؤسساته، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوربي، التحالف الدولي، دولة روسيا الاتحادية والحكومة السورية أيضاً باستدراك مخاطر السياسة التركية في سوريا والسمو عن أية مصالح وأجندات خاصة مع تركيا على حساب بلدنا سوريا وشعبها على مختلف انتماءاته.
في الختام نؤكد لشعبنا في شمال وشرق سوريا وبشكل خاص أهلنا من سري گانييه- رأس العين، وگري سبي- تل أبيض وأيضاً عفرين الذين تهجروا من ديارهم عنوةً بإننا معكم ونعاهدكم على الاستمرار في النضال معكم وبكم حتى تحرير مناطقكم وعودتكم لها بكل كرامة وعزة. أيضاً نستذكر في هذه المناسبة أبطالنا الشهداء والجرحى الذين دافعوا ببطولة ضد تركيا ومرتزقتها بإيمانهم المطلق بالحرية ومنع المساس بقيم ومكاسب شعبنا معاهدينهم جميعاً على السير على نهجهم وخطاهم حتى تحقيق النصر وتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته وإنجاح ثورته الديمقراطية.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.
عين عيسى.
9 تشرين الأول 2021