ألقى حسين عثمان (الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) كلمة، خلال مشاركة وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، باحتفالية ذكرى ١٩ تموز في كوباني.
وقال، لقد ساد في سوريا طيلة عقودٍ طويلة أُنموذج واحد في الإدارة والحكم، ساهم هذا الأُنموذج بكل الأشكال وعلى كافة الأصعدة بعدم تطوير الإرادة المجتمعية، كذلك أحاط هذا النهج التقليدي كل المحاولات الحثيثة من أجل تحقيق تطلعات ديمقراطية لأبناء سوريا العريقة ولم تنجح هذه المحاولات بحكم الكثير من القيود والعقبات.
وأضاف عثمان، ما حدث بعد عام 2011 في سوريا دلالة تاريخية على وجود تراكم كبير على مستوى الإرادة وحرية الرأي، حيث ساد مزاج عام في سوريا بعد عام 2011 نحو التغيير لكن بكل أسف كل المحاولات التي تبنتها قِوى وأطراف محسوبة على بعضها البعض، ومرتبطة بأجندات خارجية، هذه المحاولات لم تثمر عن تطوير حل حقيقي لا بل على العكس قامت هذه الأطراف والمحسوبة على قوى خارجية والمدعومة منها، على الدخول في معمعة وحرب من أجل السلطة في سوريا، بحيث أرادوا تغيير الواقع الموجود قبل العام 2011، من سلطة كانت تريد التحكم بكافة الأمور عن طريق مؤسساتها، أرادوا هؤلاء الذين نادوا بالتغيير إجراء تغيير في شكل السلطة، أو تغيير أشخاص فيها دون أن يكون هناك تغيير جذري من التغيير الذي يحتاجه السوريين ويدعم تطلعاتهم الديمقراطية في سوريا.
وأردف عثمان، إنَّ ثورة 19 تموز التي انتهجت خطاً عقلانياً تمثَّل في الالتزام بمنهج استراتيجي قائم على بناء خط مستقل هو الخط الثالث، أي الخط البعيد عن الصراع على السلطة، والذي يريد تحويل وتفتيت سوريا إلى إمارات وتحويلها إلى ساحة نفوذ وحسابات إقليمية، هذا الخط الثالث الذي تبناه أبناء شعبنا في شمال وشرق سوريا عبر ثورة 19 تموز، يُعتبر منهجاً ريادياً في تطوير الحل الديمقراطي في سوريا، وقد أثبتت السنوات التي مضت من عمر الأزمة في سوريا، على أنَّ هذا الخط وهذه الثورة الديمقراطية أي ثورة 19 تموز، هي التي مثَّلت الأمال الحقيقية للتغيير في سوريا، ودلائل وقرائن هذا الكلام يمكن التماسها من خلال الواقع الموجود، حيث كل المشاريع البديلة عدا مشروع شعبنا وثورته الديمقراطية المتمثلة بثورة 19 تموز، باءت كل المشاريع الأخرى بالفشل ولم تنجح ولم تستمر.
ونوه إلى أنَّ استمرار شعبنا حتى هذه اللحظة بهذه القوة وبهذا الإصرار هو دليل كبير على صوابية المنهج، وكذلك دليل على أنَّ ثورة 19 تموز تمثل قاعدة أساسية لحل مستدام في مجال التغيير الديمقراطي في سوريا، اليوم ونحن نجتمع لإحياء هذه المناسبة وهذه الثورة التاريخية، نستذكر في هذه الأيام الصعبة والعصيبة جميع شهداء الحرية والكرامة وشهداء الثورة الديمقراطية في سوريا، لذلك أبنائنا وأخواتنا من الجرحى الذين قدموا نضالاً تاريخياً لا مثيل له من أجل بناء الديمقراطية الحقيقية ومن أجل بناء وحدة الشعوب.
وأشار عثمان إلى أنَّ ثورة 19 تموز هو مكسب حقيقي لجميع المكونات بغض النظر عن اختلافاتهم، وهي المسار الصحيح نحو ضمان وحدة سوريا وتحقيق استقرارهم وبناء قوتهم، عبر وحدة أبنائها والشراكة الحقيقية ما بين المكونات الأصيلة في هذه المنطقة، وإنَّ نوعية هذه الثورة أيضاً تكمن في أنها ساهمت في تجاوز كل الخلافات والعراقيل التي طورتها قوى إقليمية ودولية ما بين أبناء وشعوب المنطقة، حيث استطاعت هذه الثورة أن تواجة الطاقات والإمكانيات في وجه كل القوى التي تريد إبادة مجتمعنا من الناحية الثقافية والاجتماعية والسياسية والعسكرية.
اليوم التقاء كل المكونات المتعددة ضمن هذه الثورة يشكل أساساً مهماً لنصر مستدام، حيث بروح هذه الثورة وعنفوانها وبتضحيات شهدائها وبالتفاف أبناء شعبنا بمختلف مكوناته حولها، سوف نحقق بناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية ، كذلك بروح هذه الثورة سوف نحرر جميع المناطق المحتلة، ونضمن العودة الأمنة الكريمة لأبناء شعبنا المهجرين.
واختتم حسين عثمان كلمته قائلاً، السيدات والسادة الحضور أهنئكم باسم المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، بذكرى 19 تموز، وأتمنى أن نكون يداً واحدة ملتزمين بمبادئ هذه الثورة الديمقراطية، ونحقق النصر موحدين بين بعضنا البعض.
بروح ١٩ تموز سنحقق المعجزات.
بروح ١٩ تموز ووحدتنا سنحرر جميع المعتقلين وندحر الإرهاب والمحتلين.
عشتم وعاشت سوريا