إلى الرأي العام

يصادف اليوم، 9 تشرين الأول، الذكرى السنوية الخامسة لبدء هجوم دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها على مدينتي سري كانيه وتل أبيض/كري سبي، وذلك عبر هجوم جوي وبري استُخدمت فيه كل أنواع الأسلحة، بما فيها الأسلحة المحرمة دوليًا، ما أدى في النهاية إلى احتلال المدينتين.

هذا الهجوم، الذي جاء نتيجة صفقات وتواطؤ دولي، يعيدنا بالذاكرة إلى كل المراحل التي استُهدفت فيها الشعوب وهي تناضل من أجل كرامتها وتحقيق تطلعاتها الحرة، إن انصياع العالم لرغبات تركيا والتآمر معها ضد شعبنا، بدءًا باستهداف عفرين في عام 2018، ولاحقًا سري كانيه/رأس العين وتل أبيض/كري سبي عام 2019، يمثل دليلاً آخر على منهجية العداء الواضح للشعوب، خاصة وأن شعبنا، منذ بداية الأزمة السورية، نأى بنفسه عن أي صراعات تهدف إلى الاستحواذ على السلطة، بل سعى نحو نضال ديمقراطي تاريخي من خلال مختلف مكوناته لبناء إرادته وقراره الحر والديمقراطي.

إن استمرار هذا الاحتلال هو استمرار لعقلية وقرار الإبادة، والتي يجب أن تنتهي، خصوصًا بعد فشل جميع المحاولات للنيل من إرادة شعبنا وقراره في بناء مستقبله الديمقراطي، كذلك، يجب التأكيد على أن هذه المؤامرة وهذه الصفقة تستهدف جميع السوريين بلا استثناء، وهي مشروع إضافي لمنع توافق السوريين واستهداف واضح للسيادة السورية.

نؤكد في الذكرى الخامسة للتواطؤ الدولي والاحتلال التركي لسري كانيه/رأس العين وتل أبيض/كري سبي أننا سنبقى بكل قوتنا وعزيمتنا إلى جانب نضال شعبنا في إقليم شمال وشرق سوريا، ولن نتوانى لحظة في الدفاع عنه مهما كان الثمن، كما نؤكد أن تحرير عفرين وسري كانيه/رأس العين وتل أبيض/كري سبي سيظل هدفًا ثابتًا لن نتخلى عنه، وأن عودة أهلنا المهجرين إلى ديارهم بكرامة وشموخ ستكون جزءًا من هذا النضال ضد المحتلين والمتواطئين، نستمد قوتنا من عزيمة وإصرار شهدائنا ومسيرتهم البطولية، ومن جرحانا الأبطال، ونستذكر بطولاتهم وننحني لهم بكل إجلال.

كما نؤكد في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا على وحدة شعبنا وتكاتفهم وإصرارهم على مشروع الأمة الديمقراطية، الذي يشكل الإطار الأساسي والمهم لتحقيق النصر المستدام، وتطويق جميع محاولات الأعداء للهيمنة والتوسع وفرض المشاريع، نناشد جميع القوى الدولية المتواطئة مع تركيا ومرتزقتها أن تعيد النظر في سياساتها هذه، وندعو كافة القوى الأممية والحقوقية والإنسانية إلى العمل على تشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في انتهاكات وممارسات المرتزقة في المناطق المحتلة، وتقديم المسؤولين إلى العدالة.

استمرار الاحتلال التركي ومرتزقته المدعومين منه يمثل استمرارًا للفوضى ودعمًا مباشرًا لكل القوى المتطرفة، بما فيها داعش، لذلك، فإن إنهاء الاحتلال هو ضمان للاستقرار وحفظ للأمن، وهو قرار استراتيجي لن نحيد عنه مهما طال الزمن، وبالاستناد إلى عزيمة شعبنا ومسيرة شهدائنا، سنحقق النصر وندحر الاحتلال.

تحية لأهلنا الصامدين المهجرين قسرًا من مناطقهم وقراهم.
تحية لشهدائنا الأبطال.
بروح شهدائنا وعزيمة شعبنا سنحرر أرضنا وندحر المحتلين.

الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
9 تشرين الأول 2024

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *