شارك وفد من الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، الأحد، بمنتدى ضحايا إبادة الخابور الأول الذي نظَّمه مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية وحزب الاتحاد السرياني والجمعية الثقافية السريانية في سوريا ومنظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة.
وحمل المنتدى شعار “لا إفلات من العقاب والإنصاف لضحايا الخابور”، وشاركت فيه منظمات حقوقية وشخصيات سياسية وذلك في صالة كنيسة القديسة مريم العذراء في تل تمر بمقاطعة الجزيرة.
ويُسلِّط المنتدى الضوء على الإبادة التي تعرَّض لها أهالي قرى الخابور عند دخول داعش إليها عام 2015.
وبدأت أعمال المنتدى بكلمة افتتاحية لزهير يوسف (باحث في مركز الدراسات الاستراتيجية السريانية) رحب خلالها بالحضور ، مُطالباً الحكومة السورية بإدراج مجزرة الخابور وصدد ومعلولا ضمن إطار الإبادة الجماعية بحق المسيحيين في سوريا وذلك لضمان العادلة الانتقالية في سوريا وحقوق الشعوب، كما أشار إلى استخدم تنظيم داعش الأطفال كسلاح في جرائمه ضد الشعب السرياني الآشوري، حيث ضغط التنظيم على المسيحيين في قرى الخابور لاعتناق الإسلام ودنس الرموز المقدسة ودمر الكنائس وذلك يتنافى مع الحريات الدينية لكل المكونات، ونوَّه إلى أنَّه حتى اليوم لا يوجد اعتراف رسمي من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بمجزرة الخابور.
وتضمن المحور الأول سرد تاريخي عن إبادة منطقة الخابور ألقته هبة آسيا (مسؤولة في مكتب المرأة للحزب الآشوري الديمقراطي في الحسكة) وتحدثت فيه عن محاولة طمس هوية المسيحيين وتفريغ المنطقة منهم، وأشارت إلى المجازر التي حدثت في شنغال ومحافظة نينوى العراقية بحق الطائفة المسيحية والإيزيدية، والقرى التي تعرض سكانها للقتل والإبادة.
وتضمن المحور الثاني للمنتدى مُداخلة مسجلة لنادين مانيزا (مسؤولة لجنة الأمانة الدولية للحريات الدينية)، ومن ثمَّ تم استعراض تقرير وشهادات عبر سنفزيون لضحايا إبادة الخابور.
كما تمَّ فتح باب النقاش من قِبل الحاضرين للحديث عن إبادة خابور الذي راح ضحيتها الكثير من المسيحيين على يد داعش وعن المأساة التي حصلت بحق المسحيين، وتمَّ عرض الصور التي توثق المجازر والجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الإرهابي بحق المسيحيين.
وتخلل المنتدى محور بعنوان الإطار القانوني لمجازر الخابور ألقاه علي إسكان (عضو اللجنة التحضيرية لمنتدى ضحايا إبادة الخابور الأول وناشط حقوقي)، ومحور التوثيق القانوني والانتهاكات الحقوقية والمسؤولية القانونية والجهات الفاعلة ألقته فائزة يوسف (محامية حقوقية في منظمة سوريون من أجل الحقيقة والعدالة).
وتمَّ تشكيل لجنة لمتابعة وتوثيق إبادة الخابور بحق السريان والآشور، وفتح باب النقاش أمام الحضور، حيث أكدوا على متابعة ملف إبادة الخابور على يد داعش وتقديمه إلى العدالة.
واختتم المنتدى ببيان ختامي، شمل عدداً من التوصيات وهي:
تصنيف إبادة الخابور كجريمة إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وفقاً للقانون الدولي.
إعداد ملف قانوني شامل يحتوي على الأدلة والشهادات، ورفعه إلى الجهات الدولية المختصة.
الضغط من أجل إدراج القضية في تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية.
دعم عودة المهجرين وإعادة الإعمار وضمان عودة آمنة وكريمة للمهجرين بدعم من المنظمات الدولية.
تنفيذ مشاريع إعادة إعمار القرى والكنائس والبنية التحتية المدمرة.
تقديم تعويضات مالية وتنموية لمنع النزوح المتجدد.
تعزيز الأمن في منطقة الخابور وتشكيل قوة أمنية محلية بالتنسيق مع المجتمع السرياني الآشوري، وضمان آلية حماية دولية للأقليات في شمال وشرق سوريا.
الكشف عن مصير المفقودين ومحاسبة المسؤولين وتشكيل لجنة تحقيق دولية بالتعاون مع الصليب الأحمر ومنظمات حقوق الإنسان.
متابعة محاسبة المتورطين في جرائم الاختطاف والإخفاء القسري، وتقديم دعم نفسي واجتماعي لعائلات المفقودين.
جبر الضرر وتعويض الضحايا واعتماد برنامج تعويض شامل يشمل التعويض المالي واستعادة الممتلكات.
الاعتراف الرسمي بإبادة الخابور، وإنشاء نصب تذكاري ومتحف للحفاظ على الذاكرة التاريخية.
السعي لإنشاء محكمة خاصة بالمجازر ضد السريان الآشوريين والضغط لإنشاء محكمة دولية خاصة بمجازر السريان الأشوريين.
تفعيل الاختصاص القضائي العالمي لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم.
إدراج القضية في العدالة الانتقالية في سوريا وضمان إدراج إبادة الخابور في أي عملية عدالة انتقالية مستقبلية.
تعزيز مشاركة السريان الآشوريين في العملية
السياسية والدستورية لحماية حقوقهم، وتنفيذ المنتدى بشكل سنوي وإنشاء لجنة متابعة، واعتماد المنتدى كمنصة سنوية لمتابعة القضية.
تشكيل لجنة حقوقية مختصة بمتابعة تنفيذ
التوصيات.
توسيع نطاق العمل ليشمل المجازر المشابهة في القريتين وصدد ومعلولا وسهل نينوى.
إنَّ إبادة الخابور ليست مجرد ذكرى بل جريمة تتطلب تحقيق العدالة والمساءلة.
يلتزم المنتدى بمواصلة الجهود لضمان الاعتراف بهذه الجريمة، وإنصاف الضحايا، ومنع تكرار الانتهاكات ضد شعبنا السرياني الآشوري.