التقى وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، المؤلف من د. عبد الكريم عمر (ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أوروبا)، أمس الخميس، بوفد من الهلال الأحمر النرويجي وذلك في مقرهم بالعاصمة أوسلو.
خلال الاجتماع تبادل الجانبان وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وتداعياتها الكارثية على مختلف مناحي ومجالات الحياة الإنسانية والاقتصادية والأمنية وغيرها.
وتناول الجانبان الحديث عن غياب أي أفق للحل السياسي على المدى المنظور، وانسداد كافة المسارات السياسية، فضلاً عن التذكير بالمحاولات الروسية لإجراء مصالحة بين حكومة دمشق والدولة التركية والانعكاسات السلبية لهذه المساعي على العملية السياسية، إضافة للحديث عن محاولات بعض الدول العربية تطبيع العلاقات مع حكومة دمشق والمساعي المبذولة على هذا الصعيد لإعادة دمشق إلى جامعة الدول العربية.
وتم اطلاع الوفد النرويجي على المبادرة الأخيرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية لحل الأزمة السورية، والأصداء الإيجابية للمبادرة التي حققتها لدى شرائح وقطاعات واسعة من الشعب السوري ونخبة من السياسيين والمعارضين من مختلف المكونات والانتماءات.
وقال د. عبد الكريم عمر خلال الاجتماع أنّ “استمرار الانتهاكات بالمناطق السورية المحتلة، من عمليات قتل وخطف واعتقال واغتصاب وتدمير الأوابد التاريخية هي ممارسات لا إنسانية وجميعها تتم بأسلوب ممنهج ومدروس، والهدف منها هو إجبار السكان الأصليين في تلك المناطق على الهجرة وتغيير تركيبتها الديموغرافية”.
ونوّه عمر “استمرار الهجمات التركية على مناطق شمال وشرق سوريا من خلال القصف المدفعي اليومي، فضلاً عن استهداف المدنيين العزّل ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية عن طريق الطائرات المسيّرة”.
وتطرّق الجانبان بشكل خاص للأوضاع في شمال وشرق سوريا، والتحدّيات السياسية والاقتصادية والإنسانية والأمنية التي تواجهها الإدارة الذاتية، والخطر الذي تشكّله خلايا داعش وأوضاع مقاتلي داعش في المعتقلات وعوائلهم داخل المخيمات، والتشديد على أهمية أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر تقديم الدعم المطلوب للإدارة الذاتية لمكافحة الإرهاب واستئصاله نهائياً، والقيام بما هو ضروري على صعيد إجراء محاكمات عادلة للدواعش لكي تتحقق العدالة لضحايا الإرهاب.
وختاماً أبدى الوفد النرويجي تقديره للتضحيات التي تقدمها مناطق شمال وشرق سوريا في مواجهة الإرهاب، وعبّر عن دعمه للحل السياسي وفقاً للقرار الأممي رقم 2254، وأهمية مشاركة جميع المكونات السورية في رسم ملامح سوريا المستقبل.