التقت دائرة العلاقات الخارجيَّة في شمال وشرق سوريا أعضاء هيئة أعيان شمال وشرق سوريا، أمس الإثنين، للتباحث حول مستجدَّات الأوضاع على الصُّعد المحليَّة والإقليميَّة والدوليَّة.
استهل اللقاء بالتأكيد على أهميَّة التشاور مع القوى والفعاليَّات الممثِّلة لمكونات شمال وشرق سوريا في هذه المرحلة وتقييم التَّطورات الأخيرة التي شهدتها المنطقة، سواء داخلياً أو في المحيط الإقليمي والسَّاحة الدوليَّة، إضافةً لضرورة الوصول لرؤية تمكن الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا ومكونات المنطقة من التَّوصل لحلول وتجاوز التحدِّيات.
تباحث الجانبان النقاش حول الأوضاع الخدميَّة والاقتصاديَّة في شمال وشرق سوريا، والاحتياجات الملحة للسُّكان، وآليات التَّوصل إلى حلول عاجلة تخدم تنمية المنطقة لتثبيت سبل العيش والاستقرار ضمن المنطقة.
وتحدث بدران جيا كرد (الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية لشمال وشرق سوريا) حول “الأوضاع السياسيَّة الأخيرة من عودة العلاقات العربيَّة مع حكومة دمشق وأهمية ألا تصب العودة السُّوريَّة إلى الحضن العربي في مصلحة المشاريع المعرقلة لطموحات الشَّعب السُّوري والحل في البلاد، وأن يهدف لمواجهة التحدِّيات ومعالجة أسباب وأضرار الصِّراع المستمر منذ 12 عاماً ومعالجة سياسيَّة جذريَّة وشاملة، وأن يدعم التوافق والاتفاق بين الأطراف السُّوريَّة برعاية الأمم المتَّحدة”.
وقال بدران جيا كرد أنّ “تمسك النِّظام حكومة دمشق بمواقفه سيؤدي لتكرار ما جرى خلال الأعوام الماضية، في الوقت الذي تفرض فيه المرحلة إنهاء معاناة الشَّعب السُّوري وسد الطريق أمام الأزمة المتجذرة، وأن ما يحصل من توافق مستقبلي سيكون دستورنا الجديد الذي يضمن حقوق جميع السُّوريين”.
وأضاف جيا كرد “التَّطبيع الجاري بين حكومة دمشق وتركيا برعاية إقليميَّة – دوليَّة، لا يمكن أن يتم مع استمرار احتلال تركيا للكثير من مناطق الشَّمال السُّوري، ومواصلة مشاريعها الرَّامية إلى تهديد استقرار المنطقة كاملة، في ظل الصِّراع الانتخابي الذي يجري بين المرشحين للرئاسة التركيَّة”.
ونوهّ جيا كرد على “محاولات الأطراف الخارجية تهدف إلى ضرب جهود استقرار شمال وشرق سوريا عبر محاولات إثارة فتن ونعرات قبليَّة بين أبناء قبائل وعشائر المنطقة، وهذا تحدٍّ كبير يواجه المنطقة، للتمكن من رفع وتيرة العمل المشترك مع وجهاء وأعيان القبائل لحماية السِّلم الأهلي وتقوية دعائم الاستقرار لإرساء سبل التعايش السِّلمي وتحمل المسؤولية من جميع الأطراف، حيث يعتبر التعايش المشترك خط أحمر بالنسبة للاإدارة الذاتيَّة والقوى والفعاليات المجتمعية، أضافةً لتنيشط هيئة الأعيان في كافة مناطق شمال وشرق سوريا بشكل متلاحق لسدِّ الطريق أمام هذا النَّوع من المحاولات المسمومة لاستهداف مكونات وعشائر المنطقة”.
وختاماً أكد الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا أنّ “المبادرة الأخيرة المطروحة من قبل الإدارة الذاتيَّة لشمال وشرق سوريا بحاجة لدعم وتكاتف محلي وعربي وإقليمي وأممي، مع تحول الأزمة السُّورية إلى أزمة دولية، وإطلاقها نابع من حس وطني بالمسؤوليَّة والذي يدفعنا للعب دور في الحل السُّوري، وجاء طرحها بقرار مستقل من الإدارة الذاتيَّة التي يمكن أن تكون نموذجاً للتغيير في سوريا، أضافةً للدور المهم لهيئة الأعيان في تجاوز الإشكاليات والخلافات وترسيخ القيم المُثلى بشكل أكبر لدى أبناء كافة مكونات المنطقة”.
وختاماً أكد أعضاء هيئة أعيان شمال وشرق سوريا على “أهمية هذا النوع من اللقاءات التي تفسح الطَّريق أمام ممثلي مكونات المنطقة للعب دور أكبر في ترسيخ الاستقرار عبر مساندة الإدارة الذاتيَّة والقوى العسكرية والأمنيَّة التي تواصل محاربة الإرهاب لتجفيف منابعه، مشددين على تكاتف كافة أبناء المنطقة ضدَّ المخططات التي تهدف لضرب السِّلم الأهلي وإثارة النَّعرات بين عشائر وقبائل المنطقة ومكوناتها”.