أصدرت منسقية المرأة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم السبت، بيانًا باسم الحركات والتنظيمات النسائية العاملة في شمال وشرق سوريا؛ ردًا على استهداف المرأة العاملة في مؤسسات الإدارة الذاتية والتشهير بهنّ في بعض الوسائل الإعلامية.
وجاء في مستهلّ البيان: “في ظل ما تشهده شمال شرق سوريا من أمان واستقرار وترسيخ للقيم والمبادئ الديمقراطية، وحرية المرأة كأساس في بناء المجتمع الأخلاقي والسياسي، وبالرغم من جميع التحديات والعوائق السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المنطقة بأكملها، ففي الوقت ذاته تواصل المرأة في شمال وشرق سوريا مسيرها النضالي وتقوم بدورها الريادي في كافة مجالات الحياة، وهذا ما يجعلها محط أنظار واستهداف لكل القوى الاستبدادية والاستعمارية والجهات والشخصيات المعادية لحريتها، لتنال القسم الأكبر من سياسات الحرب الخاصة للنيل من المكتسبات والإنجازات العظيمة التي حققتها ثورة المرأة في شمال شرق سوريا، إذ أصبحت مصدر إلهام لجميع نساء الشرق الأوسط والعالم، وذلك من خلال التجارب السياسية والاجتماعية في توعية وتنظيم النساء، وتسليط الضوء عليها بأساليب وطرق واقعية وموضوعية في سبيل إيصال الحلول الأساسية والجذرية للقضايا العالقة والمتعلقة بشأن المرأة”.
وأضاف البيان: “فاليوم وبكل ما نتعرض له من حرب شرسة وعنيفة وسياسات التهجير والقتل والاتجار بالنساء، واستهداف الاحتلال التركي للناشطات السياسيات والمدنيات في شمال وشرق سوريا، والهجمات العدائية عبر نشر الإشاعات والدعايات الكاذبة والتضليل الإعلامي الممنهج ضد واقع المرأة المعاش، وخاصة في الآونة الأخيرة بهدف تشويه مسيرة نضال المرأة في شمال شرق سوريا، وكسر إرادتها وتجريدها من ثقافتها وقيمها الإنسانية والأخلاقية، وتحاول غايات الحروب الخاصة استهداف المرأة العاملة في مؤسسات الإدارة الذاتية والحركات النسائية التي تسعى بكل طاقاتها وإمكانياتها لإثبات وتفعيل دور المرأة لتكون القوة المعبرة والضامنة لتطبيق جوهر المشروع ألا وهي الديمقراطية”.
وأكد البيان: “لم يرقَ لهؤلاء الذين يهاجمون المرأة بهذه الأساليب اللا أخلاقية النجاحات والإنجازات التي حققتها المرأة، لأنهم يعلمون بأن نجاح المرأة يعني إزالة الأقنعة عن وجوههم وإظهار حقيقتهم، ويعلمون بأن انتصار المرأة يعني هز عروشهم وانهيار ممالكهم”.
وأردف البيان: “لهذا نوجه ندائنا لجميع الشعوب ونساء المنطقة، علينا جميعاً إفشال سياسات وأساليب الحرب الخاصة، والحفاظ على هوية المرأة بكل مكوناتها في شمال وشرق سوريا، التي ناضلت وقاومت لتبني مجتمع متماسك، خالٍ من الحروب والأمراض، وتسلحت بالفكر المتحرر للمرأة، أمام مواجهة الهجمات الشرسة والمفاهيم الذكورية وأنظمة الدولة القومية التي تستهدف المرأة ونضالها، وعملت لأخذ دورها الحقيقي والطليعي لقيادة هذه المرحلة المصيرية من عمر الأزمة السورية”.
واختتم البيان: “بناءً على ذلك نحن التنظيمات والحركات النسائية في شمال شرق سوريا نسعى جاهدات للحد من ظواهر الحرب الخاصة التي تحاول الانتقام والنيل من حريتنا وإرادتنا الحقة، ونعمل لتحقيق الجزاء العادل لكل من يحاول استغلال أو ضرب المكتسبات والإنجازات التي تحققت بفضل دماء وتضحيات شهيدات الحرية والسلام، وجميع النساء المناضلات السائرات على دربهن”.