زارت فيونوالا ني أولين (المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بتعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية في سياق مكافحة الإرهاب) والوفد المرافق لها، شمال وشرق سوريا بالتنسيق مع ممثلية الإدارة في جنيف.
وهي أول زيارة رسمية فنية يجريها مسؤول أممي رفيع المستوى إلى شمال شرق سوريا، واستمرت من ١٦ حتى ١٩ تموز الجاري.
وتركزت الزيارة على الاطلاع على ظروف الاحتجاز الحالية في مراكز الاحتجاز لتأهيل القاطنين في مخيمي روج والهول، وبحث الوفد ملف إعادة الأجانب إلى دولهم الأصلية.
كما التقى الوفد ببدران جيا كرد وسمر العبدالله (الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) وخالد إبراهيم (عضو الهيئة الإدارية في دائرة العلاقات الخارجية) ، وتبادل الجانبان وجهات النظر بخصوص آخر المستجدات والمسائل ذات الاهتمام المشترك.
أيضًا قام الوفد، على مدار يومين متتاليين بزيارة جميع مرافق الاحتجاز ومراكز تأهيل اليافعين والمخيمات في شمال شرق سوريا.
وأعربت الإدارة الذاتية عن أهمية الزيارة بالنسبة لها، حيث كانت ومازالت تطالب المجتمع الدولي بتحمل المسؤولية الكاملة تجاه ظروف مراكز الاحتجاز والمخيمات وتركة الحرب على الإره_اب الدولي، مؤكدةً أنها لا تستطيع تحمل هذا العبء بمفردها، ودعت الإدارة المجتمع الدولي للتعاون معها في إيجاد حل شامل للعوائل القاطنة في المخيمات، تحقيقًا للعدالة المجتمعية والدولية إذ يجب محاكمة المقاتلين الأجانب المحتجزين في المراكز التي تشكل عبئًا أمنيًا ولوجستيًا على كاهل الإدارة الذاتية.
وترى الإدارة الذاتية أهمية تطوير برامج وخطط لتأهيل الأطفال والمراهقين الذين ترعرعوا في أجواء متطرفة ويجب التنويه بأنه لا يمكن بناء الحلول بشكل جذري على عمليات الترحيل لوحدها ولابد من تطوير خطط وبرامج تستهدف المعتقلين والنساء والأطفال لدرء الأوضاع الأمنية والإنسانية الخطيرة التي تواجهنا من جراء الوضع الحالي، وأن إلقاء اللوم والمسؤولية على عاتق الإدارة جزافًا لا يتطابق مع الحقيقة والواقع فستكون رؤية غير صائبة وغير قانونية لاعتبارات وأسباب مختلفة تعود إلى تعقيدات الوضع السياسي والأمني والعسكري والإنساني على الساحة وهي تحديات كبيرة تواجهنا وتواجه المجتمع الدولي.
وتقر الإدارة الذاتية بأوجه القصور والعقبات في تلك المرافق وتعمل بكل جهدها لتحسين الظروف المعيشية في المخيمات، رغم البنية التحتية المتهالكة والإمكانات المحدودة ، وتعبر عن خيبة أملها تجاه الصمت واللامبالاة من قبل المجتمع الدولي تجاه مناشداتها ومطالباتها بتحسين الأوضاع الإنسانية والأمنية وتقديم المجرمين للعدالة.
تتطلع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا من خلال زيارة وفد المقررة الخاصة لإيصال صوتها ومناشداتها إلى المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه هذا الملف، مشيرةً لنجاح الزيارة بكل المقاييس، على أمل استمرار التعاون والعمل المشترك بين الإدارة الذاتية والأمم المتحدة في المستقبل.