أوضح التقرير السياسي خلال الاجتماع الدوري للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق وسوريا، اليوم الأربعاء، أنّ “التطورات الأخيرة وخاصة في دير الزور جاءت نتيجة مخطط من قبل دول محور أستانا التي أعربت في أكثر من مؤتمر عن إفشال مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومناطق دير الزور هي بداية المخطط الذي يزعمون به أنَّ الصراع الدائر هو على أساس عرقي واقتتال كردي عربي يهدف لتجييش العشائر، وما يحدث في دير الزور يُدار عبر غرف عمليات عدة منها تركية وأخرى إيران إلى العراق ممثلة في مدينة كركوك والأحداث الدامية التي حدثت هناك، وهذا يُشير إلى أنّ المستفيد من خلق هذه الهالة العامة هي قوى متفقة بين بعضها على جر المنطقة إلى صراع عرقي بعد انتهاء داعـ.ش جغرافياً وبالتالي نشر المزيد من الفوضى في المنطقة برمّتها”.
وأضاف التقرير أنَّ “الحكومة السورية عملت منذ سنوات على استخدام ورقة العشائر العربية والدعوة لتشكيل قوة تحت مسمى المقاومة الشعبية بحجة قتال القوات الأمريكية في شمال شرق سوريا، كما أنها روّجت للمصالحات في المنطقة، وفتحت المجال لإيران التي نجحت في تجييش الشارع في دمشق وحلب لصالحها وتمتلك المال والعقيدة للتغلغل بين العشائر العربية في المنطقة والتي بدأتها من الميادين والبوكمال منذ أربع سنوات، حتى وصل الحال بها لاستمالة بعض الشخصيات في مجلس دير الزور العسكري لجانبها مثال قائد المجلس المخلوع أبو خولة، والأحداث التي نشبت في مدينة الحسكة والصدام بين قائد مجموعة الدفاع الوطني وأحد وجهاء وشيوخ قبيلة الجبور في المدينة كشف ضعف حكومة دمشق في التحكم بهذه الميلشيات المرتبطة بإيران مباشرة وتتلقى تمويلها منه، إلا أنّ حكومة دمشق في هذه المرحلة تسعى لإضعاف خصومها وإظهار نفسها القوة الوحيدة القادرة على تلبية مصالح الدول الفاعلة في الملف السوري سواء الغربية منها أو الشرقية والعربية”.
وأشار التقرير أنّ “العشائر العربية دعت ودعمت خطوات الإدارة لنشر السلم والاستقرار وهذا يُشير إلى أن القيم المجتمعية في المنطقة خط أحمر على الجميع، وهذا يمكن استثماره في محيطنا الإقليمي ونشر فكرة أنّ الكرد دعاة سلام ولا توجد خلافات عرقية كردية عربية، وضرورة ترسيخ العيش المشترك عبر فتح قنوات التواصل المباشرة بين الإدارة الذاتية والدول العربية لتكون مطلعة على الواقع وتلعب دوراً إيجابياً في الميدان السياسي لحل الأزمة السورية سلمياً”.
وتطرّق التقرير إلى أنّ “إيران لها مصالح عدة في استمرار القتال وتمددها إلى غرب الفرات، إذ جرى الحديث منذ أشهر عن نية أمريكية إسرائيلية عن شنّ عمليات عسكرية من سوريا والعراق لغلق المعبر الواصل بين العراق ولبنان عبر سوريا، فالتغلغل الإيراني في غرب الفرات تحت عباءة العشائر العربية سيمنع أي تحرك عسكري أمريكي بل سيزيد من قدرة إيران للتحكم في طرفي الحدود وزيادة نفوذها في المنطقة وترسيخ مشروع الهلال الشيعي بشكلٍ فعلي وراسخ، وتكمن استفادتها في قضم مناطق النفوذ الأمريكي في سوريا وسيقابله زيادة نفوذها وهذا سينعكس إيجاباً على الصراع الروسي الأمريكي سواء في أوكرانيا أو في أفريقيا والشرق الأوسط، والدعم التركي للخارجين عن القانون في دير الزور سواء إعلامياً أو عبر فتح جبهات منبج وتل تمر ليس بالغريب، حيث تسعى تركيا للاستفادة من أي حدث لزيادة نفوذها وتأثيرها في سوريا والمنطقة وهي تتشارك الدول الثلاث الأنفة الذكر في هدف القضاء على الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية”.
نوّه التقرير أنّ “الموقف التركي في سوريا تجاه الإدارة الذاتية مازال كما هو، إذ تشن دولة الاحتلال التركي عمليات استهداف مستمرة على مناطق شمال وشرق سوريا بشكلٍ شبه يومي وهناك غض نظر أمريكي روسي عن هذه الاستهدافات وهذا مؤشر أنّ الاعتداءات التركية ستستمر، لكن الأخطر في المشروع التركي هي عمليات الترحيل القسرية للسوريين والتي تتم بشكلٍ يومي، وطرحها لما يسمى نموذج حلب في شمال سوريا المحتل وتسريع وتيرة تتريك المنطقة وهذه مؤشرات أنَّ تركيا لها النية في توسيع رقعة سيطرتها في حلب وربما تقوم بعلميات عسكرية تحت ذرائع متعددة في بعض المناطق، وطرح نموذج حلب يهدف إلى ترسيخ الوجود التركي في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وجذب الاستثمارات لتلك المنطقة وهذا يشكل خطراً مستقبلياً على ترسيخ التغير الديمغرافي وضم هذه المناطق إلى تركيا”.
ختاماً أكّد التقرير أنّ حملة تعزيز الأمن مستمرة لنشر الاستقرار ومحاسبة العناصر الدخيلة على المنطقة ولاسيما في القرى المحاذية لنهر الفرات، هذه الحملة مدعومة من الغالبية العظمى من العشائر العربية والشخصيات المجتمعية، ويتم التنسيق فيها مع التحالف الدولي، والنتائج إيجابية على الأرض، نجاح قوات سوريا الديمقراطية في نزع فتيل الفتنة وعدم انجرار المنطقة لحرب أهلية عرقية، يثبت أن الإدارة الذاتية هو مشروع متكامل من الناحية السياسية والعسكرية والثقافية وتجمع بين طياتها كافة أبناء المنطقة، وهذا الامتحان سيكون له نتائج إيجابية تعود على الإدارة الذاتية داخلياً ودولياً، وهذا سيعطي مشروع الإدارة الذاتية المزيد من القبول الشعبي في الداخل السوري وزيادة التلاحم في مناطق الإدارة الذاتية، ويتوجب دعم التظاهرات السلمية في باقي المناطق السورية سواء في السويداء أو درعا والمناطق الأخرى التي تطالب بالإصلاح السياسي والاقتصادي وانتهاج اللامركزية كحل للأزمة السورية، ويجب دعم نجاح الإدارة الذاتية في المجال العسكري والاجتماعي والسياسي في إدارة هذه الأزمة وتمرير بعض الأفكار الهامة للداخل السوري والعالم العربي لتترجم كبرامج عمل مستقبلية، وبرهنت الإدارة الذاتية بشقيها العسكري والسياسي أنها قوة سورية وطنية يتمتع تحت ظلها كافة المكونات المجتمعية بحرية إدارة مناطقهم وفق نظام سياسي وعقد اجتماعي سيتم طرح النص المعدل منه في القريب العاجل.