يُصادف اليوم الخامس عشر من أيلول الذكرى السنوية التاسعة لهجوم القوى الظلامية الإرهـ.ابية داعـ.ش على مدينة كوباني وريفها وباستخدامها كافة قوتها، بدأت معركة كوباني بشن هجوم داعـ.ش بآلاف المرتزقة الذين اجتمعوا من كافة أنحاء العالم، حاملين الفكر المتطرف ذاته على مقاطعة كوباني مستخدمين أسلحة ثقيلة من دبابات ومدرعات التي استحوذوا عليها بعد سيطرته على مدن عدة في سوريا والعراق.
هاجم داعش مقاطعة كوباني وتمكن من احتلال أغلبية القرى التابعة للمقاطعة، حتى الوصول إلى المدينة والسيطرة على الجزء الأكبر منها، إلى أن أصبحت بعض الجهات والدول كـ الدولة التركية على لسان رئيسها أردوغان تراهن على خسارة معركة كوباني، في حين لم تصمد أي قوى ضد بطش داعـ.ش الذي شكل خطراً على العالم أجمع، وليس على منطقة شمال وشرق سوريا فقط.
قاومت وحدات حماية الشعب والمرأة بأسلحتهم الخفيفة، وتمكنت من كسر شوكة داعـ.ش في مدينة كوباني بعد 134 يوماً من المقاومة الأسطورية، وتعاون التحالف الدولي لتصبح بداية لانطلاقة جديدة لشعب شمال وشرق سوريا لتحرير كافة المناطق المحتلة من قبل داعـ.ش وصولاً إلى آخر معقل لهم في الباغوز.
ومنذ أن انطلقت ثورة 19 تموز من عام 2012 شرارتها في مدينة كوباني، شكلت عقدة للدولة التركية التي حاولت بين الفينة والأخرى دحر هذه الثورة وإمحائها بشتى الوسائل، لم تستطع تركيا فعل ذلك عن طريق جماعات تحت عدة مسميات مثل جبهة النصرة والجيش الحرّ، ودفعت داعـ.ش للهجوم والتعاون الواضح لهم أمام مرأى العالم، وأنّ انتصار مقاومة كوباني أصبح انتصار للإرادة الحرّة الديمقراطية لشعوب المنطقة و هزيمة لتركيا والفكر المتطرف.
وذلك لم يُرض تركيا فاحتلت مناطق سورية عدة كـ خطة بديلة لها مستخدمة المرتزقة السوريين كأداة لتحقيق مصالحها ومطامعها في المنطقة، وبعد فشل داعـ.ش وهزيمة تركيا لم تستطع الأخيرة تحمل فكرة انتصار أبناء المنطقة وإدارتهم، وتوسع رقعة الإدارة وضمها لكافة مكونات وطوائف منطقة شمال وشرق سوريا، احتلت جرابلس والباب وأعزاز ومن ثم بعض مناطق الإدارة الذاتية بهدف إضعاف الإدارة، احتلت تركيا مقاطعة عفرين بعد مقاومة بطولية أبداها أبناء المنطقة ضد الاحتلال التركي ومرتزقتـ.ه ولم تكتف تركيا باحتلال عفرين، وتوجهت لاحتلال مدينة رأس العين وتل أبيض.
رغم ذلك لم تستطع تركيا تحقيق ما تطمح إليه في المنطقة، وواجهت مقاومة أبنائه الذين أثبتوا أنهم متمسكون بأرضهم وفكرهم نحو الديمقراطية والعيش المشترك، وبدأت تركيا بشن حرب باردة و ساخنة ضد أبناء منطقة شمال وشرق سوريا، عبر سُبل عدة لإنجاح مخططاتها وتوجيه الضربات للإدارة الذاتية، وتجريد شعبها من المكتسبات التي تمّ تحقيقها بفضل تضحيات أبنائها وتخويف الأهالي وإفراغ المنطقة من سكانها، وشن هجمات على المدنيين والعسكريين بطائرات مسيّرة.
وعلى الرغم من المخاطر التي تشكلها المناطق المحتلة والمـ.رتزقة التابعة لتركيا على مناطق شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، إلا أنّ المجتمع الدولي والدول الضامنة في الموقف المتفرج، بدلاً من مساندة أبناء المنطقة ضد مرتزقة تركيا التي تسعى للقضاء على الفكر الديمقراطي ونشر الفكر المتطرف في المنطقة، وأنّ المقاومة وحدها حققت الاستقرار والأمان للمنطقة والعالم في العيش بحريّة فضلاً عن أنّه لا يمكن أن تنتصر النزاعات الشوفينية والعنصرية والجاهلية المتطرفة على إرادة الشعوب في الحرية والديمقراطية.
إننا في الإدارة الذاتية في إقليم الفرات نناشد المجتمع الدولي والدول الضامنة لمساندة قوات سوريا الديمقراطية، في القيام بواجبها للقضاء على براثن وخلايا الإرهـ.اب الداعشـ.ية و القوى المتطرّفة التي تحاول النيل من التجربة الديمقراطية في مناطق شمال وشرق سوريا، كما نتطلع إلى شعوب العالم للاستمرار في دعم مقاومة كوباني بوجه القوى المتطرفة والوقوف في وجه خطر الدولة التركية الذي يهدد أمن وسلام منطقتنا.
الإدارة الذاتية الديمقراطية في إقليم الفرات
كوباني 15 أيلول 2023