قبل 4 أعوام، في التاسع من شهر تشرين الأول، شنّ الاحتلال التركي والفصائل الإرهـ.ـابية التابعة له هجوماً على مناطق شمال وشرق سوريا، وتمكّنت من احتلال كل من سري كانيه/ رأس العين، كري سبي /تل أبيض، وتستمر دولة الاحتلال التركي منذ تدخلها واحتلالها لمناطق من الجغرافية السورية منذ بداية الأزمة وفق سياسة ممنهجة وحربها ضد شعوب ومكونات المنطقة في سعيها إلى خلق مناخات لحرب أهلية وإثنية وتغذيتها، وضرب المشاريع الديمقراطية الهادفة إلى إيجاد حل للأزمة السورية .
وما نراه وأمام مرأى العالم أجمع ومن ممارسات للفصائل الإرهـ.ـابية والتي تعيث فيها قتلاً وتخريباً للبنية التحتية والأوابد التاريخية هي سياسة واضحة؛ تهدف إلى تجريف تاريخ المنطقة من ثقافتها ومكوناتها الأصلية عبر تهجير مئات الآلاف وتشريدهم في المخيمات .
وما تشهده المنطقة في الآونة الأخيرة وفي إصرار استهداف مناطق شمال وشرق سوريا، تخرج تركيا وعلى لسان مسؤوليها بلغة التهديد والوعيد وتذهب نحو شرعنة هجماتها بالحديث عن أنّ هذه المناطق والمؤسسات ستكون أهدافاً مشروعة لتركيا، هذه اللغة تأتي بعد إفشال مخططات ومناورات قذرة لعبتها القوة الإقليمية والمحلية على رأسها تركيا وحكومة دمشق، وفي كل مرّة يتخذ النظام التركي حجج واهية لتمرير سياسته ومشروعه العدواني التوسعي في سوريا، ومحاولة التهرّب من مشاكله الداخلية وإعادة حلم السلطنة العثمانية على حساب شعوب المنطقة .
إننا في الإدارة الذاتية في إقليم الفرات في الذكرى الرابعة للاحتلال التركي لسري كانيه وكري سبي، نؤكد على نضالنا المستمر على جميع الأصعدة لتحرير مناطقنا المحتلة من قبل إرهـ.ـاب دولة الاحتلال التركي والمجموعات المرتزقة، ومحاسبة المـ.ـجرمين المسؤولين عن ممارساتهم وأفعالهم الإجـ.ـرامية والتي ترتقي معظمها إلى جرائم ضد الإنسانية، وما تقوم به تركيا اليوم من هجمات يومية على مناطق شمال وشرق سوريا عبر الطيران الحربي والطائرات المسيرة واستخدامها لكافة أنواع الأسلحة على طول الحدود من مناطق عفرين/ شهباء/ وصولاً إلى ديريك ماهي إلا استكمالاً لسياستها الاحتلالية.
في الوقت الذي نرفض فيه وبشدة هذه التهديدات والهجمات على مناطق شمال وشرق سوريا له جانب انتقامي، وتؤثّر سلباً على نشاط وجهود مكافحة قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي للإرهاب وخلاياه، وإنّ استهداف المنشآت الحيوية في المنطقة على وجه الخصوص له تبعات سلبية على الوضع المعيشي العام والإنساني وهو سلوك عدواني يرتقي لجـ.ـرائم حرب، وذلك أمام مرأى المجتمع الدولي والتحالف الدولي والقوى الضامنة في المنطقة على رأسها أمريكا وروسيا.
نطالب المجتمع الدولي والتحالف الدولي والمؤسسات الأممية والحقوقية والإنسانية والأطراف الضامنة الذين لهم دور في سوريا، أن يكونوا أصحاب موقف والحد من هذه التهديدات والانتهاكات ووضع حد لدولة الاحتلال التركي ومنعهم لاستهداف سبل العيش في مناطق شمال وشرق سوريا ، مما يؤدي في زيادة العبء والمعاناة الإنسانية وخلق مشاكل وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم الفرات
٨ تشرين الأول ٢٠٢٣