شارك بدران جيا كرد (الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا)، الجمعة بحلقة حوارية نظمها حزب الاتحاد السرياني السوري فرع أوروبا وتناولت التطورات الأخيرة في شمال وشرق سوريا، وذلك في العاصمة السويسرية برن.
وحضر الحلقة حوارية، نظيرة كورية (الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد السرياني السوري)، ولوكاس ريمان (عضو البرلمان السويسري عن حزب الشعب السويسري)، وعدد من البرلمانيين السويسريين، والصحفي دانيال غلاس وعدد من الصحفيين المهتمين بالشأن السوري وعدد من الجالية السورية في برن وسويسرا.
تحدث بدران جيا كرد عن التحديات التي تواجه الإدارة الذاتية، بما في ذلك هجمات تركيا التي تضعف جهود مكافحة الإرهاب، وكذلك سبل الحل السياسي في سوريا وكيف يمكن للإدارة الذاتية أن تلعب دوراً محورياً في العملية السياسية، وهو النموذج الأفضل للحل المنشود.
كما تطرق جيا كرد، للتصعيد في المنطقة بشكل منسجم مع الأحداث في غزة، وكيفية استغلال تركيا لهذه الأحداث وقيامها باستهداف المنشآت الحيوية والمدنية.
كما دعا جيا كرد، لدعم مطلب الإدارة الذاتية في إرسال لجنة دولية لتقصي الحقائق للوقوف على الأضرار والخسائر الناجمة عن الهجمات والانتهاكات التركية، وقال إنها ترتقي إلى جرائم حرب بموجب القوانين الدولية، وكذلك للوقوف على حجم الانتهاكات الإنسانية الجسيمة التي تُرتكب في المناطق الخاضعة للاحتلال التركي.
وأشار جيا كرد، إلى أنّ المستفيد الأبرز من الهجمات والتهديدات التركية المستمرة على شمال وشرق سوريا هو تنظيم داعش الإرهابي، بالرغم من القضاء على داعش عسكرياً إلا أنّ التنظيم لا يزال نشطاً في بعض المناطق من خلال خلاياه النائمة، وفي الوقت عينه يسعى التنظيم إلى استغلال أيّة ثغرات أمنية تنشأ لشنّ هجمات في المنطقة، مستفيداً في ذلك من الاعتداءات التركية التي تؤثر بشكل أو بآخر على الأوضاع الأمنية.
وشدد جيا كرد، على ضرورة أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته والتحرّك العاجل من أجل حسم ملف معتقلي وعوائل داعش في شمال وشرق سوريا، لافتاً إلى أنّ بقاء آلاف المعتقلين الدواعش في السجون بمناطق الإدارة الذاتية يُنذر بمخاطر كبيرة.
ونوه لمسألة اللاجئين السوريين ومبادرة الإدارة الذاتية لاستقبالهم في مناطقنا على أن تكون العودة طوعية وأن يعودوا إلى مناطقهم بعد حدوث السلام ولا نريد بعض الدول من استخدام اللاجئين كورقة ابتزاز وضغط لأهدافهم السياسية وأجنداتهم الخاصة.
من جانبه تحدث الصحفي السيد دانيال غلاس وقال، إنه كان قد قام بتغطية الثورة السورية منذ البداية وكان قد زار المنطقة وتعرف على الكرد والعرب والسريان والآشوريين وتجربة الإدارة الذاتية، وأنه على دراية بأنّ خطر داعش سيتعدى سوريا والعراق ليصل إلى سويسرا أيضاً.
وتشهد الساحة الأوربية ومناطق أخرى حراك دبلوماسي وسياسي مكثف في نهاية العام الجاري من قبل الإدارة الذاتية عبر منسقية أوربا وبمشاركة موسعة من الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، تمثلت في لقاءات واجتماعات عدة مع أطراف حكومية وسياسية وحقوقية ركزت على ضرورة دعم الاستقرار ومناقشة ملف معتقلي داعش والمخيمات والسجون وكذلك الوضع الإنساني والسياسي وضرورات تفعيل مساعي الحل السوري وعدم تهميش مناطق شمال وشرق سوريا.
وتطرقت اللقاءات لضرورة الحد من العدوان التركي وإيقافه، كون له تأثير سلبي ليس فقط على مناطق شمال وشرق سوريا وإنما على عموم المنطقة يتمثل بالدرجة الأولى في صرف التركيز عن مكافحة داعش والإرهاب ويستغل داعش الهجمات لتنظيم صفوفه وإعادة تجميع قواه الشبه منهارة.