ألقى السيد حسين عثمان (الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا)، اليوم الأربعاء، كلمة خلال مشاركة وفد من الإدارة الذاتية، بالمؤتمر الرابع لمجلس سوريا الديمقراطية، وجاء في كلمته:
يمرُ وطننا السوري منذ أكثر من عقد من الزمن بأزمة خانقة عصفت به وتأثر معها عموم مجالات الحياة وأودت بكوارث اقتصادية واجتماعية وسياسية وإنسانية، ناهيكم عما نتج عنها من تدمير وتهجير وقتل واحتلال.
لقد وصل بنا الحال اليوم إلى أن نعيش في بلد قدره يكمن في صراع وتناحر على السلطة والنفوذ بين فرقاء عدة، ولا تزال هذه المعاناة تستمر ولازال السوريين بعيدون كل البعد عن شكل التفاهم والإتفاق لما حصل من تداخل إقليمي ودولي وتبعية واضحة لأصحاب المنهج والتصور الخاطئ في قراءة معادلة الحل السورية.
لقد كانت ولا تزال مناطق شمال وشرق سوريا الأمل والحل الأمثل في الخروج من عنق الزجاجة في سوريا لما طرحه مكونات شعبنا بمختلف انتماءاته من مشاريع حل وطنية مبنية على أساس العدالة والمساواة، وبناء الوطن السوري الديمقراطي الذي يعيش كل السوريين تحت سقفه بأمان وسلام؛ فكانت تجربة الإدارة الذاتية نموذج وطني واضح يرسخ الانتماء الوطني لسوريا ويعزز وحدتها وصمد هذا المشروع رغم جميع محاولات إبادته السياسية والاجتماعية وبث الفتن والتفرقة، لكن وعي شعبنا ويقظته مثّل النجاح نحو إثبات حقيقة هويته ونضاله الديمقراطي من أجل سوريا.
اليوم نمرّ بظروف صعبة للغاية وهنالك مخططات ومحاولات حثيثة من قوى وأطراف تضمر النوايا القاتلة لشعبنا ولتطلعاته الديمقراطية، وما يحصل اليوم من فتنة وحرب إعلامية وكذلك تهديدات تركية مستمرة واحتلال لمناطقنا ما هو إلا سياسة واضحة هدفها خنق تجربة شعبنا ووأد التطلعات، اليوم وبعد كل هذه المحاولات لقد أثبت شعبنا ومن خلال نضاله ضد الإرهاب ونضاله من أجل بناء سوريا الديمقراطية بأنه قاعدة حل اجتماعية وجغرافية ومثال عملي نحو بناء الاستقرار لعموم سوريا.
لدينا اليوم عوامل مهمة لتطوير عملنا نحو المزيد من النجاح لما نمثله من حقيقة ولما لدينا من إمكانيات تكمن في قوة مكونات شعبنا وتلاحمهم وهذا عامل مهم في بناء الاستقرار وترسيخ حقيقة الأهداف التي نناضل من أجلها، كذلك لدينا وضوح تام في أهدافنا الوطنية ولسنا كما حال باقي المشاريع التي تبعت للبعض والبعض الأخر ذهب نحو كيفية الاستحواذ على السلطة، لذا وجودنا اليوم هنا هو جزء من حجم هذه الأهمية وهو إعادة تنظيم ذاتنا ومؤسساتنا وهذا المؤتمر الذي يجري اليوم وبهذه المشاركة الوطنية هو دليل صوابية المنهج الذي نسلكه، مجلس سوريا الديمقراطية كذلك مظلة سورية ناجحة أثبتت جدارتها في أن تكون حالة معبرة عن حقيقة المعارضة التي تريد التطوير نحو الديمقراطية لا خلافها، لكن شكل الحرب على هذا المجلس وكذلك على منطقتنا شكل في حقبة من الزمن بعض العقبات إلا أن المهم هو إن هذه العقبات لم تسد الطريق نحو الاستمرار والإصرار على المتابعة.
يمثل مجلس سوريا الديمقراطية حقيقة واعدة لمشروع ديمقراطي في سوريا وتطوير هذا المجلس هو تطوير لحقيقة الحل الديمقراطي في سوريا، لذا من الضروري أن تلتف كل القوى الوطنية السورية حول هذا المجلس وتنطلق انطلاقة واحدة بسعي مجلس سوريا الديمقراطية ومثابرته، نؤمن بأن شعبنا يمثل ومن خلال ثقته بنا قوة كبيرة في المعادلة السورية والعدول عن هذه الحقائق هو تجاهل للواقع الذي نريد لكل القوى في سوريا أن ترضخ له وتؤمن بأن واقع الحال لم يعد كما كان خاصة حكومة دمشق وكذلك من ينجر وراء تركيا ومشروعها الاحتلالي، الواقع السوري يشير بدلائل دامغة إلى حقائق وجوهر واضح يتمثل في أن التغيير موجود ولا يمكن العودة إلى مربع الصفر هذا بالنسبة لدمشق كذلك هناك فشل واضح في مشروع القوى التي عوّلت على تركيا؛ لذا نمثل اليوم حقيقة وجوهر التغيير وعلى الجميع إدراك هذا الواقع والاعتراف بأن حالتنا الوطنية هي حاجة لسوريا قبل أن يفكر أي أحد في تشويه هذه الحقيقة.
نتمنى كل التوفيق لهذا المؤتمر انطلاقة قوية جديدة تلائم المرحلة ومتطلباتها ونؤمن بأنّ مجلس سوريا الديمقراطية الذي ناضل في سنوات صعاب سينجح في أن يكون المظلة الوطنية الجامعة لكل القوى الوطنية التي تريد التغيير والتحول الديمقراطي في سوريا موحدة جغرافياً واجتماعياً وسياسياً، كذلك نؤكد بأنّ المرونة في الحوار والإصرار على الحوار الوطني كاستراتيجية هو الطريق الذي سينجح في نهاية المطاف.