ألقى السيد حسين عثمان (الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) كلمة باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا خلال ملتقى الوحدة الوطنية، السبت، وجاء فيها:
السيدات والسادة الحضور الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بداية نرحب بكم جميعاً شيوخ ووجهاء عشائر ومكونات المجتمع السوري، والمؤسسات المدنية والعسكرية، والحضور كافة.
فخور كونني بينكم اليوم في هذا الملتقى التاريخي ولنا الشرف في أن نقف أمام هذه الهامات العشائرية والأحزاب والمثقفين والنساء التي نفتخر بها.
من هذا المنبر الذي يعد الفسيفساء السوري بكافة مكوناته وأطيافه وعشائره، في البداية نستذكر شهداءنا الذين ضحوا بحياتهم في سبيل هذا الوطن، كما نحيي قواتنا العسكرية المتمثلة بقوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي، وقوات الدفاع الذاتي، المرابطين في خنادق المقاومة للدفاع عنا وحماية الوطن من المتآمرين الذين يحاولون النيل من المكتسبات التي حققها شعبنا في إقليم شمال وشرق وسوريا.
أيها الحضور الكريم:
إنَّ الذي يجمعنا اليوم في هذا الملتقى هو وحدة القضية والمصير، نعم لقد عانينا وخضنا معاً نضالاً لا مثيل له في مواجهة مشروع الإرهاب، ودافعنا معاً عن أرضنا في مواجهة مشاريع الاحتلال أيضاً، ولا زلنا نقاوم مشاريع التغيير الديمغرافي، لقد عانينا ولا زلنا من ويلات الحرب التي أثقلت كاهل شعبنا الذي نهض لبناء سوريا ديمقراطية لا مركزية موحدة وحرة.
نؤمن نحن أبناء هذه المنطقة بأننا أبناء مجتمع واحد، ولن نتهاون في المساس بتاريخ وهوية تنوع ثقافات مجتمعنا مهما كانت الأسباب والدوافع، رزانة العشائر وشيوخها العقلاء وكذلك تغليبهم للغة العقل دوماً كان سبباً تاريخياً مهماً من أسباب صمودنا ضد مشاريع النيل منا، حيث أنَّ الكثير من القوى والأطراف المُعادية حاولت اللعب على ورقة العشائر وإحداث خلل في صفوفها وتشتيت قوتها، والبعض ذهب نحو استخدام العشائر وسيلة للتغطية على أهدافه ومصالحه وتمرير أجنداته على حساب العشائر وتاريخها العريق.
لذا قوتنا اليوم تكمن في وحدتنا، ووحدة مواقفنا وقرارنا ورفض كل ما يمس بأمن واستقرار مناطقنا، نعول على دوركم الريادي والتاريخي في هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها، ونؤمن بأنكم أصحاب قرار في هذا الشأن، لذا نحن معكم بكل مؤسساتنا في خدمة تاريخنا ووجودنا وهويتنا.
ومن المهم أن نعمل معاً نحو الدفاع بكل ما نملك من قوة وإمكانيات ضد من يريد المساس بأعرافنا وتاريخنا ومجتمعنا ومشروعنا، وبالدفاع الذاتي كلٌّ من مكانه هو الموقف الصحيح والتاريخي الذي سنبني عليه مستقبل شعبنا ونحفظ فيه دور عشائرنا وشيوخنا الأكارم.
أيها الحضور الأكارم:
نحن اليوم نعيش مرحلة مفصلية في التاريخ، وهذه المرحلة تتطلب منا جميعاً تضافر الجهود، وتعزيز روابط الأخوة التي تجمعنا، لنستطيع التغلب على الصعاب، وتجاوز العراقيل والتحديات التي تواجهنا لإيصال شعبنا لبر الأمان، وبناء سوريا ديمقراطية تعددية لا مركزية، ونحن في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، سنرفع من سوية عملنا، من خلال تطبيق العقد الاجتماعي، وإجراء انتخابات الإدارة المحلية في أجواء من الديمقراطية والمنافسة الشفافة والتخلص من حالة ترهل المؤسسات الخدمية ووضعها في خدمة الشعب، وسنعمل بكل طاقاتنا لنكون لائقين بشعبنا العظيم وتضحياته.
ونحن من هذا المنبر نعاهدكم بأننا مستمرين على خُطى البناء والتطوير من عملنا المؤسساتي لكي نحقق النموذج الديمقراطي للإدارة من خلال نشر الثقافة والوعي والسياسة الديمقراطية، وبها نعزز العلاقة بين الإدارة والمجتمع، ونغلق الفجوات التي أحدثتها ضعف تجارب وقلة الخبرات، وسنعزز علاقاتنا بالمجتمع الإقليمي والدولي للوصول إلى شراكات في إطار الاستمرار بمكافحة الحاضنة الفكرية للإرهاب في المنطقة وإعادة تأهيل البنية التحتية التي دمرتها الحروب، ونعمل معاً للحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامة أراضيها، وتحرير كافة الأراضي المحتلة.
ومن هنا علينا أن نعلن عن خطوطنا الحمراء:
أولاً: تحريم دماء السوريين على بعضهم.
ثانياً: عدم التخلي عن حقوقنا المشروعة وصون كرامتنا تحت أي ظرف كان.
ثلاثاً: عودة المهجرين إلى مناطق سكناهم الأصلية.
رابعاً: الارتقاء بالعملية التعليمية كاستراتيجية لا بديل عنها، ومأسسة العمل الإداري في خدمة المجتمع وأفراده دون تمييز.
وأخيراً:
نؤكد أنَّ هذا الملتقى هو خطوة مهمة وكبيرة لتحقيق أهداف شعبنا وتطلعاته وآماله، وسنعمل جاهدين لتنفيذ مخرجات ملتقانا هذا، بما يخدم الشعب السوري عامة، والشعب في شمال وشرق سوريا خاصة.
لكم كل التحية والتقدير، وبكم نحفظ تاريخنا العشائري، وندافع عن كل ما حققه شهداءنا من كافة المكونات على هذه الأرض التي دافعوا عنها لنكمل نحن مسيرتهم مسيرة الكرامة مسيرة المجتمع الديمقراطي الحر.
وفي النهاية نترحم على شهدائنا ونتمنى الشفاء العاجل لجرحانا، وأن يعود أهلنا المهجرين قسراً إلى ديارهم بشكل آمن.