بات واضحاً للقاصي والداني سياسات الدولة التركية العدائية إزاء ما جرى ويجري على الساحة السورية عموماً، وبشكل خاص سياساتها العدوانية الممنهجة تجاه مكونات وشعوب شمال وشرق سوريا؟ بدءاً من احتلالها لمناطق شمال وشرق سوريا وارتكابها لجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، وضربها الشبه يومي وبكافة أنواع الأسلحة للمدنيين والمؤسسات المدنية والعسكرية، التي حاربت وتحارب تنظيم داعش الإرهابي جنب إلى جنب مع التحالف الدولي، ومثل عادته يخرج النظام الفاشي التركي بتهديده وتصعيده للحرب على مناطق الإدارة الذاتية بمناسبة وبغيرمناسبة، وهذا إن دل على شيء إنما يدل على تورط النظام التركي إلى مدى بعيد في الأزمة السورية وجسامة ما ارتكبتها من جرائم باتت مكشوفة قد لا يشفع لها في المستقبل من قبل شعوب ومكونات المنطقة، ناهيكم عن ممارستها الداخلية وسلوكها الإجرامي مع مكونات وشعوب تركيا؛ مما أنعكس سلباً على سياساتها الداخلية ومحيطها الإقليمي والدولي، فباتت تلجأ إلى خلق الذرائع وحبك المؤامرات ورسم سيناريوهات بعيدة عن الواقع والحقيقة لم تعد تنطلي على أحد، كالتفجير الذي حصل في اصطنبول في الثالث عشر من هذا الشهر والذي راح ضحيته عدد من المواطنيين الأتراك بين قتلى وجرحى وتسويقهم الإعلامي المباشر بتوجيه أصابع الاتهام إلى مناطق الإدارة الذاتية، في الوقت الذي نفت فيه كل المؤسسات أية علاقة لهم بذه الجريمة واستنكارهم لها، إلا أن النظام التركي يصر على تلفيقاته وأكاذيبه التي باتت مكشوفة للجميع بأنها خطة مدبرة من قبله وأجهزته الاستخبارتية، و عادت من جديد بتهديدها ووعيدها لضرب مناطق الإدارة الذاتية ومكتسباتها الوطنية بهدف خلق نوع من البلبلة وعدم الاستقرار وضربا للجهود الدولية في محاربة الإرهاب الدولي، لا سيما أن النظام في تركيا بات على مفترق الطرق قبيل الانتخابات المزمع إجراءها في شهر تموز المقبل ودعمها المباشر لهيئة تحرير الشام في استبدالهم بالمجاميع المرتزقة لاحتلال عفرين وريفها، وكذلك استدارتها نحو دمشق وكأن لسان حالها تقول وتؤكد أنها متورطة في سفك دماء السوريين من كل المكونات ناهيكم عن تورطها في حروب أخرى معروفة من الجميع تبحث عن منقذ لها حتى لو كلف ذلك حروب أخرى على حساب دماء ومكتسبات ومقدرات شعوب المنطقة وبكل مكوناته .
إن لجوء النظام الفاشي الدموي التركي إلى استخدام كل هذه الأدوات والوسائل القذرة دليل قاطع على إفلاسه ودخوله في مرحلة العد التنازلي والاقتراب من نهايته المهزومة وبالتالي تحاول بشتى الوسائل إنقاذ نفسه وسلطته من السقوط .
نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وفي الوقت الذي نستنكر فيه تهديدات الدولة التركية تجاه مناطقنا وضرب الاستقرار فيه ندعوا كافة شعوب ومكونات شمال شرق سوريا , وبكافة شرائحه المجتمعية للوقوف صفاً واحداً في وجه تهديدات الدولة التركية وألاعيبه وممارساته الإجرامية والالتفاف حول مؤسساتهم الأمنية والعسكرية والمدنية ومكتسباتهم الوطنية المبنية بتضحياتهم الجسام , كما ندعوا فيه الجهتين الراعيتين لوقف الأعمال القتالية الاتحاد الروسي والولايات المتحدة الأمريكية , ومعهم المجتمع الدولي لابداء موقف واضح تجاه عنجهية وغطرسة الدولة التركية وحربها المستمرة تجاه شعوب ومكونات المنطقة , مؤكدين إذا ما تورطت تركيا وأقدمت على ضرب مناطق شمال وشرق سوريا فإن حق المقاومة والدفاع عن مناطقنا ستكون كبيرة وواسعة وقد يدخل المنطقة في أتون حرب طويلة الأمد لا يحمد عقباه .
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
عين عيسى في 19 /11/ 2022