مرة أخرى تؤكد الدولة التركية بأنها لا تعترف بأي قوانين أو مواثيق أو أعراف دولية، وسط تغافل وتجاهل من قبل المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية المعنية، فقد أقدمت الدولة التركية يوم أمس الجمعة، من خلال طائراتها المسيرة، على استهداف سيارة تقلّ إعلاميين وإعلاميات في منطقة السليمانية بإقليم جنوب كردستان، مما أسفر عن استشهاد الصحفيتين هيرو بهاء الدين وكلستان تارا، وإصابة آخرين.
إن الدولة التركية تعمل جاهدة على إخفاء كافة جرائمها وانتهاكاتها التي ترتكبها بحق الشعوب من خلال استهداف الإعلاميين والإعلاميات، وإغلاق المؤسسات الإعلامية، وقد بات هذا الأمر معروفًا ومؤكدًا للجميع؛ فهي أقدمت على استهداف الإعلاميين والإعلاميات في شمال وشرق سوريا، وكذلك في تركيا وشمال كردستان، حيث ترتكب الدولة التركية جرائم بحق الصحافة والإعلام من خلال زجّ الصحفيين والصحفيات في السجون، وإغلاق الوسائل الإعلامية، ومن خلال ممارساتها هذه، تحاول إسكات صوت الحق والأقلام التي تنشر الحقائق.
إن ما ارتكبته الدولة التركية يوم أمس يُضاف إلى سجلها الحافل بارتكاب جرائم الحرب والجرائم بحق الإنسانية، والتي لا يمكن تبريرها بأي شكل من الأشكال، ويُعدّ تعديًا سافرًا على حرية الإعلام والصحافة.
نحن في دائرة الإعلام بإقليم شمال وشرق سوريا، في الوقت الذي نتقدم فيه بالتعازي لذوي الشهيدتين الإعلاميتين ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، نؤكد تضامننا مع الإعلاميين والإعلاميات الذين يعملون على إظهار الحقائق، كما ندعو كافة المؤسسات والتنظيمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان بشكل عام، والمعنية بشؤون الصحافة والإعلام بشكل خاص، إلى كسر حاجز صمتهم حيال ما ترتكبه الدولة التركية من جرائم بحق الصحفيين والصحفيات، كما ندعو المحاكم الدولية إلى فتح تحقيق حيال هذه الجرائم ومحاسبة الدولة التركية على أفعالها البعيدة كل البعد عن القيم والقوانين الدولية، والتي تصب في خانة جرائم الحرب ضد الإنسانية.
الرحمة للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى والمصابين.
دائرة الإعلام في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا
٢٤ آب ٢٠٢٤