مازالت تركيا تعلن عن نفسها وبشكل واضح أنها دولة مارقة وتضرب كل القوانين والأعراف الدولية بعرض الحائط، ففي الوقت الذي انشغل فيه العالم والمجتمع الدولي بتبعات وآثار الزلزال المدمر للمنطقة.
تواصل الدولة التركية سياساتها الإنكارية والعدائية الممنهجة اتجاه مكونات وشعوب المنطقة في مسعى واضح منها للتهرب من أزماتها الداخلية المتراكمة، لاسيما وأنها مقبلة على انتخابات رئاسية وتشريعية في محاولة يائسة منها لاستثمار دماء ومقدرات أبناء المنطقة في صناديق الانتخابات وإخفاء وجهها الحقيقي وسياساتها الشوفينية الإنكارية والعدائية والنهبية اتجاه شعوب المنطقة ومكوناتها التاريخية خدمة لمصالحها السلطوية وسياساتها التوسعية، فعاودت مرة أخرى بوعيدها وتهديدها لاحتلال مناطق جديدة في شمال شرق سوريا.
في الوقت الذي لم تتوقف فيه هجماتها اليومية وبكافة أنواع الأسلحة في ضربها لمناطق آهلة بالمدنيين واستهدافاتها بالطيران المسير لأهداف مدنية وعسكرية وأمنية على السواء استشهد على أثرها العديد من المدنيين وأفراد قوى الأمن الداخلي وعسكريين حاربوا جنب إلى جنب مع التحالف الدولي ضد الإرهاب بهدف تقويض الجهود الدولية في محاربة الإرهاب وإحياء تنظيم داعش من جديد في المنطقة، وبالتالي ضرب الأمن والأمان وحالة الاستقرار النسبي التي تعيشها مناطق الإدارة الذاتية.
لم تكتفِ تركيا بضربها لمناطق في شمال وشرق سوريا بلا امتدت بعدوانها إلى الداخل العراقي حيث تستهدف نيران أسلحتها أغلب المناطق بإقليم كردستان العراق، ويهاجم طيرانها المسير في العمق العراقي وصولا إلى مناطق شنكال في ضربها قوات حماية شنكال اللذين كان لهم دوراً فاعلاً وأساسياً في محاربة الإرهاب ودحره في العراق وسوريا في انتهاك واضح لسيادة دولة جارة وإصرارها لضرب الأمن والاستقرار وتطلعات شعوب المنطقة ومكتسباتهم لاسيما شعبنا الأيزيدي في العراق كأعرق وأقدم شعوب المنطقة واللذين عانوا الكثير من الويلات آخرها هجوم داعش على مناطقهم في حرب إبادية مدعومة من تركيا عام ٢٠١٤.
نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي ندين ونستنكر هذا العدوان السافر من قبل الدولة التركيا على مناطقنا وعلى دول الجوار ، لاسيما على الهجمات في العمق العراقي على الشعب الأيزيدي ومكتسباتهم الوطنية نناشد فيه المجتمع الدولي والعالم العربي، وخاصة التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب لإبداء مواقف واضحة وصريحة تجاه سياسات تركيا العدوانية بحق شعوب ومكونات المنطقة لأنها تقوض جهودها في محاربة الإرهاب وخلق الفتن والقلاقل بين أبناء المنطقة، وإذ نؤكد لشعبنا والعالم بإننا سنمارس حقنا في الدفاع المشروع لحماية مكتسباتنا الوطنية والديمقراطية.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
٤ – آذار – ٢٠٢٣