تتابع الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا الحراك الدولي والعربي لبلورة صيغ حلٍ ممكنة للأزمة السورية سياسياً، وتولي أهمية بالغة للدور العربي الذي بدا نشيطاً خلال الأشهر القليلة الماضية، عُقدت خلالها العديد من الاجتماعات الهامة وبدأ هناك تحرك باتجاه حل القضايا العالقة ونأمل في أن تدفع تلك الجهود العملية السياسية في البلاد.
القرار (رقم 8914) الصادر عن وزراء خارجية جامعة الدول العربية في السابع من أيار الجاري، والقاضي بإعادة مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للحكومة السورية، هو محط ترحيب من قبلنا في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ولاسيما أنّ هذا القرار يستند إلى موافقة الحكومة السورية المسبقة بالالتزام بمخرجات اجتماع عمان الذي جرى في الأول من أيار الجاري.
نرى أنه ذات الأهمية القصوى للمصلحة السورية العامة في عودة سوريا إلى محيطها العربي وعمقها الاستراتيجي، شريطة ألّا يُشكل عائقاً أمام الحل السياسي للأزمة السورية التي دخلت عامها الثالث عشر، بل يمكن أن تكون خطوة مهمة في دفع العملية السياسية في سوريا وتحفيز الحل السياسي للأزمة ونأمل من الجامعة العربية أن تلعب دوراً فعالاً في هذا المضمار.
دعت الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا خلال المبادرة السياسية التي أطلقنها في 18 نيسان 2023، إلى وجوب لعب الدول العربية والأمم المتحدة دوراً إيجابياً في الحل السوري وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء السوريين، وثمة قضايا مشتركة بين الملف السوري والدول العربية وحتى بين الإدارة الذاتية والدول العربية يمكن العمل عليها بشكلٍ مشترك في إطار الوصول لحل سياسي شامل.
انطلاقاً من الثوابت الوطنية بضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وبناء نظام ديمقراطي لا مركزي والتي ذكرنها سابقاً ضمن المبادرة السياسية لحل الأزمة السورية، نرحّب بقرار عودة سوريا إلى الجامعة العربية ونعتبرها خطوة إيجابية وكلنا أمل أن تفتح آفاق التواصل والعمل المشترك مع كلاً من الحكومة السورية والقوى السورية المؤمنة بالحل السياسي الديمقراطي والدول العربية.
الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، يمكنها أن تلعب دوراً هاماً في الحل السياسي لما تمتلكه من إمكانات سياسية و اقتصادية وأمنية وإنسانية، وعلى الدول العربية التواصل مع جميع السوريين وليس مع طرف واحد على حساب الآخر ، كون أن الحل السياسي السوري بحاجة إلى توافق وإجماع سوري في بلورة الحل والخطي بخطوات جادة وفاعلة وأبدينا مرونتنا في هذا الإطار عبر المبادرة السياسية.
وإننا نجدد اليوم استعداد الإدارة الذاتية للمساهمة في العمل معاً بالتنسيق مع الدول العربية والأمم المتحدة، حول القضايا الأساسية التي تتطلب جهوداً مشتركة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والمخدرات وملف اللاجئين السوريين في دول الجوار.
كلنا أمل أن تنتهي المآسي التي عاشها الشعب السوري خلال السنوات الماضية، وسنسخّر كافة مقدراتنا في سبيل إرساء الأمن والوصول إلى حل سياسي لا يتعارض مع القرارات الدولية الخاصة بسوريا، ويضمن العيش الكريم لأبناء سوريا بمختلف مكوناتهم وأطيافهم.
١١-٥-٢٠٢٣
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا