التقى وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، المؤلف من د. عبد الكريم عمر (ممثل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في أوروبا)، وشيار علي (ممثل الإدارة الذاتية في اسكندنافيا)، بوفد من الحزب اليساري السويدي المؤلف من السيد هوكان سڤينيلنج (المتحدث باسم لجنة العلاقات الخارجية للحزب في البرلمان السويدي)، و لوتا جونسون فورنارڤ (عضوة لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان)، والسيدة يكبون آلب (مسؤولة العلاقات الدولية في الحزب اليساري السويدي)، أمس الأربعاء، وذلك في مبنى البرلمان السويدي في استوكهولم.
بدأ اللقاء بتعبير وفد الحزب اليساري السويدي عن امتعاضهم ورفضهم لمواقف الحكومة السويدية الحالية من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لا سيما فيما يتعلق بالخطوة التي أقدمت عليها هذه الحكومة في توقيع مذكرة تفاهم ثلاثية مع كل من فنلندا وتركيا، في إطار المساعي المبذولة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لافتاً للاعتراضات الكثيرة اتجاه سياسات الحكومة السويدية، وأن هذه المعارضة للحكومة غير مقتصرة عليهم وحدهم، بل إن هناك العديد من الأحزاب وقطاعات عريضة من الشعب السويدي مستاءة بشكل كبير من الخطوات التي تُقدم عليها الحكومة، ومنها بطبيعة الحال ما يخص التحوّل في الموقف حيال الإدارة الذاتية.
خلال الاجتماع تبادل الجانبان وجهات النظر بخصوص الأزمة السورية المستمرة منذ أكثر من عقد من الزمن، وتداعياتها الكارثية على مختلف مناحي ومجالات الحياة الإنسانية والاقتصادية والأمنية وغيرها، إضافة للمحاولات الروسية لإجراء مصالحة بين حكومة دمشق وتركيا، والآثار السلبية المتوقعة التي ستتركها هذه المصالحة إن تمت على مجمل العملية السياسية في البلاد.
وتناول الجانبان الحديث عن عودة العلاقات بين حكومة دمشق وبعض الدول العربية والموافقة على عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وأكد وفد الإدارة الذاتية أنهم يدعمون ويشجعون الدور العربي لإنهاء الأزمة السورية، لكنه لفت إلى أن إنجاز الحل السياسي لا يمكن أن يتمّ دون إشراك بقية القوى السورية الفاعلة على الأرض.
تم اطلاع الوفد السويدي على مبادرة الحل السياسي الأخيرة التي أطلقتها الإدارة الذاتية، والتأكيد على أن الإدارة الذاتية تدعم الحل السياسي السلمي وفقاً للقرارات الأممية المتعلقة بالأزمة السورية، ومنها قرار الأمم المتحدة رقم 2254، إضافة لاستمرار الانتهاكات في مناطق الشمال السوري المحتلة، والمتمثلة في عمليات القتل والخطف والاعتقال والاغتصاب، فضلاً عن تدمير الأوابد التاريخية ومواصلة السياسة الممنهجة لتغيير ديموغرافية المنطقة، وعمليات القصف المدفعي والصاروخي اليومي التي ينفذها جيش الاحتلال التركي والفصائل المرتزقة التابعة له، وكذلك الاستهدافات المتكررة للمدنيين العزل ومقاتلي قوات سوريا الديمقراطية باستخدام الطائرات المسيّرة (الدرون).
وتطرّق اللقاء إلى التحديدات السياسية والاقتصادية والأمنية والإنسانية التي تواجهها الإدارة الذاتية، والخطر القائم المتمثل في تنظيم داع.ش، وأوضاع مرتزقته داخل المعتقلات في شمال وشرق سوريا، وأوضاع عوائلهم في مخيمي الهول وروج، وجرى التشديد على ضرورة أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته عبر دعم الإدارة الذاتية ومساعدتها في إجراء محاكمات عادلة للدوا.ع.ش لكي تتحقق العدالة لضحايا الإر.هاب.
وجرى النقاش بين الجانبين حول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التركية التي ستجري في الرابع عشر من الشهر الجاري، لافتين إلى أنه ستكون لنتائجها تداعيات على الأوضاع في تركيا وعموم سوريا، وكذلك على الاستقرار الإقليمي والدولي.
وختاماً كانت وجهات النظر متقاربة بخصوص مجمل المسائل التي جرى النقاش حولها، وعبّر الوفد السويدي عن تقديره وامتنانه للتضحيات التي قدمتها مكونات شمال وشرق سوريا في مكافحة الإرهاب، مؤكداً دعمه للحل السياسي في سوريا وفق للقرار الأممي 2254 وبمشاركة كافة المكونات السورية، مشدداً في الوقت نفسه على حرصه في الاستمرار بدعم الإدارة الذاتية وتطوير التعاون معها على كافة المستويات.