إن الصراعات والحروب الدائرة في سوريا، أثرت على واقع المرأة من كافة النواحي السياسية منها و الاجتماعية و الاقتصادية و القانونية، فكانت لها تداعياتها وأبعادها التي انعكست على وضعها بشكل سلبي.
اثنا عشر عاماً من عمر الأزمة السورية، وماتزال معاناة المرأة مستمرة، وتُواجه أشد العقبات من تحجيم لدورها وقمع حريتها في ظل سلطة النظام السوري الذي ألغى تمثيلها الحقيقي في جميع مفاصل الحياة عبر قانون الأحوال الشخصية و همش وسلب حقوقها المشروعة الحقة من جهة، ومن جهة أخرى مارس بحقها الإعتداءات الجسيمة من قتل، اغتصاب، خطف، تهجير ونزوح، وارتكب جرائم الإبادة التي زادت من معاناتها واثقلت وبشكل خاص في المناطق المحتلة من قبل دولة الاحتلال التركي.
وبالرغم من كل ما تعرضت له المرأة السورية استطاعت أن تحول معاناتها لمقاومة تاريخية وإرادة تنظيمية قوية، من خلال ثورة المرأة في شمال شرق سوريا بحيث واصلت كفاحها، وكونت لنفسها مكانة رغم الذهنية الذكورية والاحتلالية السائدة، وناضلت بكل بسالة في سبيل تطبيق نظام الرئاسة المشتركة، والتمثيل العادل في كافة الصعد وعلى جميع المستويات، ورصَّت صفوفها حتى أصبحت الركيزة الأساسية في التحول الديمقراطي، حتى أثبتت أن جميع هذه الخطوات الراسخة والانجازات التي حققتها لا تختلف بالأهداف والمفاهيم الجوهرية عن الاتفاقيات الدولية والقرارات الأممية المخصصة لشؤون وحقوق المرأة.
لذلك إننا في منسقية المرأة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا وانطلاقاً من مبادئنا الأساسية، وإيماناً منا على أن المرأة هي على إدراك من المسؤولية والوعي للمعايير والقرارات الدولية المتعلقة بجميع الحقوق والحريات، منها إتفاقية “سيداو“ والتي تُعتبر الميثاق الحقوقي للنساء في العالم، والقرارين الأمميين “1820“ “1325“ اللذان حول المرأة السلام الأمن، ومشاركتها في مواقع صنع القرار، والحماية من جميع أشكال العنف والتمييز، وإدانة جرائم الحرب ضد الإنسانية .
وبناءً على ذلك لتحقيق العدالة و المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة وترجمة وتجسيد ما أقرته اتفاقية سيداو والقرارات الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز والعنف، يتطلب منا الجهود الحثيثة والدعم الكافي لتبنيها وتطبيقها في مناطق الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا التي ستكون الحل الأمثل للأزمة السورية، ومنها ننطلق لمشاركة وتمثيل المرأة السورية في المسار التفاوضي لدفع العملية السياسية ووضع صياغة عادلة لدستور سوريا الجديد، وبناء نظام خاص بها لتكون المرأة الركيزة الأساسية في بناء المجتمع والشخصية الحرة الرائدة في صناعة سلام مستدام في سوريا.
منسقية الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
21/9/2023