التقى عبد الكريم عمر (ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا)، وخالد درويش (ممثل الإدارة الذاتية في ألمانيا) بأولريش ليخت (المتحدث باسم السياسات الخارجية للحزب الديمقراطي الحر وعضو البرلمان الألماني)، وذلك في مبنى البرلمان بالعاصمة برلين.
وتطرق اللقاء لمجمل الأوضاع والمستجدات المتعلقة بالأزمة السورية بشكل عام، كما بحث في أبرز المعوقات والتحديات التي تتعرض مسار الحل السياسي السلمي.
ولفت عبد الكريم خلال اللقاء إلى أنّ هناك جملة من الأسباب وراء انسداد أفق الحل السياسي، بعضها داخلية وأخرى إقليمية وخارجية، وعزا الأسباب الداخلية إلى تعنت النظام السوري وإصراره على الحسم الأمني العسكري والعودة بالبلاد إلى ما كانت عليه قبل عام ألفان وأحد عشر، وفضلاً عن ذلك الدور السلبي لقوى المعارضة السورية المرتهنة للخارج والتي تتحرك وفقاً للإملاءات والأجندات الإقليمية.
وأشار عمر إلى أنّ المجتمع الدولي يتحمل جزءاً من المسؤولية في استمرار أمد الأزمة السورية، بالنظر إلى أنّ القوى الفاعلة ليست لديها رؤية واضحة للحل في سوريا، فضلاً عن عدم التزامها بالمسؤوليات الملقاة على عاتقها بموجب القوانين والاتفاقيات الدولية.
وأردف أنّ التهديد الإرهابي المتمثل بتنظيم داعش لا يزال قائماً، فبالرغم من إنّ قوات سوريا الديمقراطية وبالتعاون مع التحالف الدولي تمكنت من إلحاق الهزيمة العسكرية بالتنظيم، لكن الأخير لا يزال يشكل تهديداً كبيراً عبر خلاياه النائمة التي لا تزال تنشط في بعض المناطق، وتتلقى في الوقت عينه الدعم والمساعدة من بعض القوى الإقليمية.
وأكد ممثل الإدارة الذاتية في أوروبا، أنّه من أجل تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه نهائياً، من الضروري أن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته حيال الإدارة الذاتية، التي لا تزال تتحمل الجزء الأكبر من أعباء مواجهة هذا الخطر الذي يهدد العالم أجمع.
وتتواصل تهديدات تركيا وهجماتها عبر القصف المدفعي اليومي أو الطيران المسيّر، وتزعزع هذه الانتهاكات التركية الأمن والاستقرار في شمال وشرق سوريا، وأبرز المستفيدين من ذلك خلايا تنظيم داعش التي تستغل هذه الأوضاع لتوسيع رقعة انتشارها وتقوية نفوذها.
وأشاد عمر بالقرار الذي اتخذته الإدارة الذاتية مؤخراً للشروع في إجراء محاكمات عادلة ونزيهة للبعض من عناصر داعش المعتقلين لديها، وكذلك إعلانها عن استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين الراغبين في المجيء إلى مناطقها، لافتاً إلى أنّ خطوات من هذا القبيل تصبّ في مصلحة الجميع، وأن الإدارة الذاتية تتطلع إلى التعاون مع المجتمع الدولي من أجل تحقيقها.
من جانبه، قال أورليش ليخت (المتحدث باسم السياسات الخارجية للحزب الديمقراطي الحر وعضو البرلمان الألماني) إنهم يثمّنون عالياً التضحيات التي بذلتها الإدارة الذاتية في مجال مكافحة الإرهاب، وإنهم على قناعة بأنّ محاربتها للإرهاب لا تصبّ فقط في مصلحة شعوب تلك المناطق، بل هي خدمة كبيرة للعالم أجمع، كون الإرهاب عابر للحدود ويهدد الجميع على حدّ سواء.
ويوقن ليخت، أنّ مجمل الخطوات التي تقدم عليها الإدارة الذاتية هي من أجل إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة، وبالتالي فإن السياسات التي تقودها الإدارة يمكن في حال الأخذ بها والاستفادة منها أن تشكل الأرضية المناسبة للتوصل إلى حل سياسي سلمي للأزمة السورية.
واختتم أورليش أنّه ومن هذا المنطلق يرى الأهمية القصوى لأن ينهض المجتمع الدولي بمسؤولياته حيال الإدارة الذاتية، ليس فقط في مجال محاربة المخاطر المتمثلة بالإرهاب، بل عبر دعم ومساندة الإدارة في الميادين الأخرى أيضاً، وكذلك التعاون معها في الخطوات التي تعتزم الإقدام عليها كقضية اللاجئين وقضية محاكمة عناصر داعش.