شارك وفد من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، اليوم الخميس، بالملتقى السوري الثاني الذي نظمه حزب الاتحاد الديمقراطي، تحت شعار “الاستراتيجية التاريخية للعلاقات الكردية العربية” بحضور سياسيين من شمال وشرق سوريا ووجهاء العشائر.
وتخلل الملتقى كلمة للإدارة الذاتية، ألقتها بيريفان خالد (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) وجاء فيها: “تتميز جغرافية الشرق الأوسط عبر العصور بتنوع ثقافتها وازدهار حضارتها الإنسانية المتعددة، لما لها من عراقة وأصالة في معالم التاريخ، حيث تميزت بتعددية مكوناتها، وغناها الثقافي والحضاري، وكان للشعوب الدور الرائد والأصيل المعبر عن القداسة والمعاني والمقاييس الجوهرية في تاريخ المنطقة، والممتد على أهمية دور العلاقات الأرية السامية (الكردية – العربية) ،التي تعتبر من أقدم وأعظم الشعوب ذات الجذور التاريخية العميقة “.
وأضافت “مع تسارع السياسات والصراعات المتعاقبة في جميع المراحل على الشرق الأوسط وسوريا، حيث عملت الأنظمة السلطوية الدولتية على النزاعات، والتعصب القومي والديني، عبر آلة الاستبداد والاستغلال الممنهج فيما بين الشعوب المتعايشة مع بعضها البعض منذ الأزل، مما تسبب بتشويه وتمزيق النسيج الاجتماعي، وخلق عداء دائم ومستمر على مبدأ سياسة فرق تسد، بما في ذلك رسم حدود مصطنعة لتقسيم المنطقة إلى دويلات قومية تعتمد أساليب العنصرية وصهر وإبادة الثقافات الأساسية والمتعارف عليها بين الشعوب وكافة الشرائح، وتجاهلت النضال الحقيقي المدون لهم “.
وأشارت خالد في كلمتها، إلى أنّه “في ظل نير كل ذلك، عاشت المجتمعات مرحلة تميزت بهامش من الثورات والمتغيرات الديمقراطية، التي أتاحت الفرصة للعيش المشترك وأخوة الشعوب، والتداول السلمي المتطلعة نحو التحرر وترسيخ المساواة الفعلية والعدالة الاجتماعية الحقة في العلاقات الكردية -العربية، وبين كافة المكونات، وسط الفوضى الموجودة كان لابد من تطبيق وترجمة المشروع الديمقراطي عبر بناء الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، بالرغم من المعاناة والويلات وكافة أشكال الاحتلال، ومن احتلال الدولة التركية للأراضي السورية عبر التنظيمات والمجاميع الإرهابية المتطرفة، وكافة الأطراف المتنازعة”.
وأردفت، “نتيجة تغير المناخ السياسي للأزمة السورية إثر الأحداث والتطورات والتدخلات الخارجية التي تشهدها من جهة ومن جهة أخرى التحديات والهجمات العنيفة، سواء كانت من قبل النظام السوري أو دولة الاحتلال التركي اللذان يعملان على ضرب حالة الأمان والاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية، ومحاولة بث الفتن والنزاعات بين جميع المكونات والأطياف السورية، خير دليل على ذلك ما حدث في الآونة الأخيرة في دير الزور التي من خلالها تم استهداف رموز العشائر في خلق الفتنة والفوضى في المنطقة، ففي المقابل برهنت ما حدث ومن خلال تلاحم وتكاتف وتوحيد الصف الكردي والعربي حتى أصبحوا نموذجاً حقيقياً في المشروع الديمقراطي الذي نسعى إلى تحقيقه، فلذلك ناضلت وقاومت شعوب شمال وشرق سوريا من خلال ثورتها ضد كافة الأنظمة الاستبدادية والقومية والإرهابية القائمة على الظلم ،ومنع الحريات والحقوق والديمقراطية”.
وقالت بيريفان، “لأننا نسعى ونؤكد على الدور الكبير لأبناء وبنات شمال وشرق سوريا في إعادة بناء ونشر الأصالة المجتمعية بين جميع شرائح المجتمع، وفي تحقيق النهضة الفكرية، والحضارة الإنسانية الديمقراطية لإكمال مسيرة النضال والمقاومة في سبيل إحياء العيش الرغيد بين كافة المكونات من عرب، كرد، سريان، آشور، شركس، كلدان، أرمن، تركمان وغيرهم، ومن هذا المنطلق علينا جميعاً ومع بعضنا البعض توحد الجهود وتعزيز وتقوية العلاقات الإنسانية، من أجل وحدة الصف والمواقف الجادة والحازمة في الدور الطليعي لجميع المكونات في الحفاظ على مشروع الإدارة الذاتية”.
وفي ختام كلمتها حثّت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، على الحفاظ على المكتسبات والإنجازات التاريخية التي تحققت بفضل دماء وتضحيات شهيداتنا وشهدائنا ،وكما يتوجب علينا عقد علاقات جيوسياسية استراتيجية بين العرب والكرد لرسم سياسة ديمقراطية وأرضية متينة، لتحقيق خطوات راسخة في التغيير والتحول الديمقراطي والتعددي على مبدأ ترسيخ أخوة الشعوب والعيش المشترك.
وشهد الملتقى في محاوره مداخلات عدة، منها مداخلة مظلوم عبدي (القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية)، أشاد فيها بدور العشائر العربية في تأسيس الإدارة الذاتية ومؤسساتها في شمال وشرق سوريا، والدور الذي لعبه المكون العربي في التصدي للفتن المفتعلة، والتي كان آخرها ما شهدته دير الزور.
وأخرى لإلهام أحمد (رئيسة الهيئة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية) ، شرحت خلالها أهمية العلاقات الكردية العربية في حل الأزمة السورية
