أصدرت هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، اليوم السبت، بيانًا للرأي العام، على هامش اجتماعها السنوي، وجاء فيه: بحث الاجتماع السنوي لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا واللجان المماثلة في المقاطعات مجمل الوضع الإنساني في شمال وشرق سوريا، والأسباب والمسببات التي ساهمت في تفاقم الأوضاع الإنسانية، والتهديدات والحصار الذي تتعرض له المنطقة.
وأضاف البيان، وخلال الاجتماع أجمع الحضور على أنّ أحد الأسباب الرئيسية لاستمرار تفاقم الأوضاع الإنسانية وصعوبتها يعود بالدرجة الأولى للتهديدات التركية والاستهداف المباشر الذي يرقى لمستوى إعلان حرب على شمال وشرق سوريا، وهذه السياسة المتبعة من قبل المحتل التركي تهدف إلى إحداث تغيير ديمغرافي بما يلائم مصالحه ومخططاته التوسعية في منطقتنا.
وفي ذات السياق فإنّ ممارسات وسياسة حكومة دمشق وحلفائها أيضاً؛ تهدف لبث القلاقل وإحداث توترات بغية إضعاف الإدارة الذاتية عبر استهداف مؤسساتها في بعض المناطق أو فرض حصارٍ على مناطق أخرى كالشهباء وحي الشيخ مقصود في حلب.
وأردف البيان، هذه التهديدات المباشرة للإدارة الذاتية تترافق مع صمت دولي وعدم إيجاد حل فيما يخص فك الحصار على مناطق الإدارة الذاتية وفتح معبر إنساني (معبر اليعربية) لإيصال المساعدات إلى مناطقنا بشكل مباشر، لأنه وكما هو معلوم حكومة دمشق تمارس سياسة الابتزاز ولا تقوم بإيصال المساعدات المخصصة لمناطقنا، وهناك العديد من الشواهد على فساد مؤسسات الحكومة السورية واستغلالهم للمساعدات الإنسانية.
وهذا الأمر يؤكد مدى الحاجة إلى فتح معبر تل اليعربية لتصل المساعدات لمستحقيها الحقيقيين، نحن نعلم بأنّ حجم الأزمات واتساع رقعتها ازدادت خلال السنوات الأخيرة وتشكل ضغطاً على المؤسسات الأممية والإنسانية، لكن يجب عدم نسيان المأساة السورية لأنها قضية مركبة فهي إنسانية وأيضاً هناك جانب آخر وهو الإرهاب المتمثل في تنظيم داعش.
وأشار البيان، إن خطر داعش غنيٌ عن التعريف فهو ارتكب أفظع المجازر بحق مكونات المنطقة ولا زال فكره المتطرف يلقى تأييداً ضمن شرائح بعض المجتمع مع الأسف، وهذا الموضوع معقد ويستلزم معالجة شاملة ومتكاملة من خلال البدء بتنمية المنطقة.
وأورد البيان، مما لا شك فيه أن من أخطر مفرزات داعش هو مخيم الهول الذي يعتبر بمثابة قنبلة موقوتة قابلة للانفجار بأي وقت، وهذا المخيم بحاجة إلى جهود جبارة تتعدى قدرة الإدارة الذاتية المحاصرة وذات الإمكانات المحدودة، لذا من الضروري عدم نسيان أو تناسي هذه المعضلة لأنها لم تُحل بعد وهي قابلة للانفجار والتجدد مجدداً في ظل الأزمات العالمية وأزمات المنطقة، وربما تكون أشد سوءًا من تنظيم داعش.
رغم الظروف الصعبة للإدارة الذاتية فإنها لن تدخر جهداً لطرح مبادرات حل سياسية وإنسانية، وآخرها المبادرة التي طرحت في شهر نيسان المنصرم ودعت لحل الأزمة السورية بما فيها الملف الإنساني مبدية استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان بالتنسيق مع الأمم المتحدة، ولا زالت الإدارة الذاتية متمسكة بموقفها هذا تجاه اللاجئين السوريين لأنها تعتبره واجب وطني.
ونوه البيان، إن الأزمات التي تمر بها منطقتنا والعالم هي ضاغطة بشكل كبير وهناك دول ذات اقتصاديات كبرى تعاني من هذه الأزمات، ونحن في الإدارة الذاتية بحكم الإمكانات المحدودة وحداثة التجربة والحصار والاستهداف نعاني من جملة من القضايا التي تستوجب المساهمة من قبل المجتمع الدولي للحد منها على الصعيد الإنساني والحد من تفاقمها.
واختتم البيان، إننا في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل في الإدارة الذاتية، واللجان المماثلة في شمال وشرق سوريا؛ ندعو المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والعاملة في مجال حقوق الإنسان العمل على وقف الاستهداف المتكرر للمحتل التركي وتجريمه، وفك الحصار المفروض على مناطق الإدارة الذاتية وفتح معبر اليعربية لإدخال المساعدات الإنسانية والطبية للحد من حِدة الحصار المفروض على مناطقنا، ووضع خطط وبرامج جادة لمكافحة الإرهاب على شتى الصعد وإيجاد حل لمخيم الهول، والمساهمة في إيجاد حلول للأزمة الإنسانية والمعيشية في مناطق شمال وشرق سوريا.