شهدت مناطق شمال وشرق سوريا، هجمات جوية من الاحتلال التركي بدأت يوم السبت 23/12/2023، واستهدفت هذه الهجمات مشافٍ ومنشآت مدنية وأوقعت عدداً من الشهداء والجرحى المدنيين، وسببت أضراراً بهذه المنشآت الخدمية التي كانت تقدم خدماتها لشعبنا.
وليست هذه المرة الأولى التي تستبيح فيها تركيا الأراضي السورية وترتكب جرائم ضد المدنيين والمؤسسات المدنية وإنما هي سياسة بدأتها منذ بداية الأزمة السورية وأكملتها باحتلال عفرين وسريكانيه وتل أبيض، ولا زالت مستمرة لم تتوقف في الاعتداء على أبناء الشعب السوري في إقليم شمال وشرق سوريا.
وإن ما تقوم به الدولة التركية من هجمات تخالف كل القوانين والأعراف الدولية الإنسانية وخاصة المادة /1/ من ميثاق الأمم المتحدة الذي يوجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة حفظ السلم والأمن الدوليين.
والمادة /2/ فقرة /3/ التي توجب على الدول حل جميع النزاعات بالطرق والوسائل السلمية ولا تجعل السلم والأمن الدوليين عرضة للخطر .والفقرة /4/ من ذات المادة التي توجب على الدول الامتناع عن التهديد بالقوة واستخدامها في حل النزاعات. والمادة /33/ من ذات الميثاق التي توجب حل النزاعات بالمفاوضات والطرق الودية.
وكذلك خالفت أحكام معاهدات جنيف الرابعة لعام 1949 فالمادة الثالثة تؤكد على توفير الحماية للأشخاص المدنيين في زمن النزاعات المسلحة. وخالفت أحكام البروتوكولين الإضافيين لعام 1977 الخاصين بالنزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية اللذين يعدان مكملين لاتفاقيات جنيف الرابعة.
وإن اعتداء الحكومة التركية على مناطق شمال وشرق سوريا وقصف المشافي والمنشآت المدنية ووقوع ضحايا من المدنيين يشكل جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب وجريمة العدوان التي نص عليها نظام روما الأساسي في المواد /5/ و/7/ و/121/ و/123/ مما يوجب ملاحقة مجرمي الحرب من الحكومة التركية أمام محكمة الجنايات الدولية بهذه الجرائم وعلى رأسهم رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، وهذه الجرائم تشكل إرهاب دولة يفوق الإرهاب الذي قامت به داعش.
إننا الحقوقيون في مجالس العدالة الاجتماعية واتحاد المحامين لشمال وشرق سوريا، نشير إلى هذه الجرائم التي تعبر عن الازدواجية والتناقض الذي تقع فيه الحكومة التركية ممثلة برئيسها رجب طيب أردوغان وأعضاء حكومته الذي يندد باعتداءات إسرائيل على شعبنا في فلسطين، ويقوم بذات الجرائم والأفعال المخالفة لكافة القوانين الإنسانية، ويبيح تلك الجرائم لنفسه على شعبنا في شمال وشرق سوريا.
ونذّكر بأننا شركاء مع التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب الذي يسعى للقضاء عليه في المنطقة وتحقيق الأمن والاستقرار فيها، إذ نطالب التحالف الدولي وروسيا بالقيام بواجبها في تحقيق الأمن والاستقرار في مناطقنا وردع الحكومة التركية عن مثل هذه الاعتداءات المتكررة التي تصب في مصلحة الإرهاب وداعميه.
وكذلك نطالب الأمم المتحدة بهيئاتها المعنية المختلفة، ومنظمات حقوق الإنسان بحماية حقوق الإنسان في سوريا عامةً وشمال وشرق سوريا خاصةً، وأن يكون للتحالف الدولي والاتحاد الأوربي وهيئات الأمم المتحدة موقف واضح من اعتداءات الحكومة التركية على شعبنا.
الرحمة والخلود للشهداء
الشفاء العاجل للجرحى
النصر الأكيد لقضايا الشعوب الحرة
الرقة 27/12/2023
مجلس العدالة الاجتماعية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا
اتحاد المحامين لشمال وشرق سوريا