ثورة شمال وشرق سوريا نابعة من ثورة المرأة.. بيريفان خالد خلال كلمتها في ملتقى كومينات ومجالس المقاطعات

ألقت السيدة بيريفان خالد (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا) الثلاثاء، كلمة خلال الاجتماع الملتقى الأول لكومينات ومجالس مقاطعات الرقة، دير الزور، الطبقة، ومنبج، وجاء فيها:

الحضور الأكارم.

لقد أفضت ثورة شعبنا في شمال وشرق سوريا لتحولات بنيوية في شكل الإدارة وأسست لنظام ديمقراطي يتجلى بشكله الأساسي في قدرته على إنه يمثل استجابة واعية وخيار استراتيجي لحاجة شعبنا ومستقبله الديمقراطي، ساهمت في هذه الثورة في تعزيز الشراكة وأسست كذلك لنظام حقيقي قائم على إدارة المجتمع لذاته بكافة فئاته وفي المقدمة المرأة لتمثل دورها الريادي في المجتمع بوصفها الجانب الأمثل نحو تعريز الشراكة والبناء المشترك.

التغيير الذي أحدثته هذه الثورة نجح بفعل ما تم من تطوير لنموذج الكومين ومنه المجالس والمقاطعات بحيث كانت هذه التجربة وفي ظروف صعبة تعاني من هجمات مكثفة ولا تزال نحو تشويه حقيقة هذه الإدارة والإرادة المجتمعية معاً. لقد أحدثتم أنتم اليوم ومن مكانهم ومن خلال مؤسساتكم نصراً نموذجياً في ترجمة هذه حقيقة ثورة شعبنا وأهدفه، بحيث يشكل الكومين الخلية الأساسية والانطلاقة الأم في تنظيم المجتمع لذاته وتطويره لإمكانياته.

الرفيقات والرفاق الأعزاء.

نتعرض اليوم لحملات ممنهجة وعلى كافة الأصعدة الهدف منها هو النيل من هذه الإرادة، النيل من إرادتكم أنتم بوصفكم رواد هذا المجتمع في التنظيم والبناء، الهدف من هذه الهجمات كذلك استصغار حقيقة ما قمنا به معاً في بناء هذا الأنموذج النوعي، كذلك عرقلته لأن أصحاب هذه الهجمات واعون تماماً لمخاطر تجربتنا على أهدافهم في إبادة الشعوب ومصادرة قرارهم ومنعهم من تنظيمهم لنفسهم وإدارتهم لمؤسساتهم، بمعنى منع الإرادة المجتمعية الحُرّة.

علينا إدراك أهمية دورنا اليوم من خلالكم أنتم، ولابد لنا من المزيد من الجهد والإصرار على النجاح والمتابعة نحو تحقيق جميع أهدافنا في بناء مجتمعهم الديمقراطي، حجم الاستهداف اليوم وخاصة للبناء والمرافق الخدمية والبنية التحتية هو تحدٍ جديد نحو كسر هذه الإرادة، كوننا نقوم بتنظيم أنفسنا ونعتمد على امكانياتنا، لذا لا يريدون أن ننجح ونقدم رسائلنا لعموم المجتمعات بما فيها المناطق السورية الأخرى على إن أصحاب الإرادة يستطيعون بناء ذاتهم بإمكانياتهم وتمويل ذاتهم دون أن يكونوا تابعين لأحد أو مناصرين للباطل استرضاءً لطرف ما.

ثورتنا هي ثورة الكومين وثورة المرأة وثورة المجتمع هذه هي أساسيات توجهنا نحو ضمان إرادتنا وبناء قوتنا الذاتية وأنتم القاعدة التي أحدثت كسراً جذرياً في منظومة الحكم والإدارة المركزية بوصفكم تمثلون شكل الإدارة القائم على الانطلاقة والتأسيس من القاعدة نحو القمة وليس العكس كما هو معتاد أو متداول.

نجاحكم مهم لأنه هو نجاح لاختبار تاريخي نحن أمامه، علينا تقييم عملنا في هذا المجال بدقة وتجاوز كل ما نبع من أخطاء صادفت عملنا، مع ضرورة الإصرار على المتابعة لضمان النصر المستدام.

نهنئ باسم الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا هذا الملتقى ونؤكد على ضرورة توحيد الطاقات والجهود وتعزيز قوتنا الذاتية في الدفاع والتنظيم والبناء مع توجهنا نحو أن نكون خير ممثلين للمجتمعات القابعة تحت نير السلطة والاستبداد لنكون نحن بداية الانطلاقة ومثال للجميع نحو حريتهم من خلالنا خاصة وإن شعبنا قدّم وضحى، وأنجز مكاسب تاريخية وسط جميع محاولات القمع والإبادة.

كل التوفيق والنجاح، نحو بناء مجتمع كومينالي، حُرّ وديمقراطي، تعددي.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *