شارك بدران جيا كرد (الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا) بندوة حوارية أقامها معهد الشرق الألماني ندوة حوارية، تناولت الأوضاع في شمال وشرق سوريا.
وأكد بدران جيا كرد، أهمية متابعة الأوضاع في المنطقة، مشيراً إلى أنّ شمال وشرق سوريا تشكل جزءًا لا يتجزأ من الأراضي السورية، حيث تدير الإدارة الذاتية المنطقة منذ عام 2014، وركز جيا كرد على التحديات التي تواجه المنطقة، بما في ذلك هجمات تركيا التي تضعف جهود مكافحة الإرهاب، وكذلك سبل الحل السياسي في سوريا وكيف يمكن للإدارة الذاتية أن تلعب دوراً محورياً في العملية السياسية، وهو الأنموذج الأفضل للحل المنشود.
وشدد جيا كرد على أنّ الهجمات التركية تستهدف البنية التحتية والمنشآت الحيوية في المنطقة، مما يعرض حياة المدنيين للخطر، وأشار لاستفادة تنظيم داعش من هذه الهجمات لتنظيم خلاياه النائمة، وتحدث جيا كرد عن الوضع في المناطق التي احتلتها تركيا، مثل عفرين وسري كانيه وكري سبي، حيث أوضح جيا كرد الانتهاكات التي ترتكبها تركيا ضد السكان الأصليين، داعياً المجتمع الدولي إلى إرسال منظمات حقوقية لتقييم الوضع ووقف مخططات تركيا.
وفي رد على أسئلة المُشاركين، أكد بدران جيا كرد، أهمية الوضع الجغرافي للشعوب المتعايشة في المنطقة، وخاصة الكرد، الذين يشكلون مكون أساسي من مكونات الجمهورية التركية الحالية، وأشار جيا كرد إلى خوف تركيا من مطالبة الكرد في تركيا بحقوقهم، نتيجة كسب الحقوق المشروعة في ظل الإدارة الذاتية، وكذلك العرب والسريان والأرمن الذين يعيشون أيضاً في تركيا.
وأشار جيا كرد إلى أنّ تركيا تخشى من امتداد مشروع الإدارة الذاتية إلى أراضيها، حيث يعتبر هذا المشروع ضامنًا لحقوق جميع الشعوب، وهو ما لا ترغب تركيا في تحقيقه، لذلك السياسة العدائية لتركية تجاه مناطقنا لن تتغير طالما هناك عداء كبير للشعب الكردي في داخل تركيا، والأولى هو أن يبحث النظام التركي عن الحل للقضية الكردية والقضايا الديموقراطية داخلياً قبل اللجوء إلى العدوان على مناطقنا بحجة أننا نهدد أمنها القومي.
وفيما يتعلق بدور الدول الكبرى في المنطقة، قال جيا كرد إنّ وجود اتفاقيات مع الولايات المتحدة تركز على جوانب عسكرية لمكافحة الإرهاب، ولكنه دعا إلى توسيع هذا التعاون شاملاً لإلحاق الهزيمة المستدامة بداعش، وأدان جيا كرد استمرار تركيا في قصف المنطقة باستمرار، معتبرًا أنه يستغل الموقف الضعيف للمجتمع الدولي والتحالف الدولي.
وفيما يتعلق بشكل العلاقات بين الإدارة الذاتية وألمانيا قال جيا كُرد “لدينا علاقات مع ألمانيا ضمن إطار التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وبإمكان الحكومة الأمانية أن تلعب دوراً أكثر نشاطاً في الحل السياسي ومكافحة الارهاب، وكما أنّ قضية المعتقلين الدواعش وعوائلهم في المخيمات هي قضية دولية على المجتمع الدولي أن يدعم الإدارة الذاتية في إيجاد حلول جذرية مثل إنشاء محاكم دولية أو دعم محاكم الإدارة الذاتية المحلية، وكذلك إنشاء مراكز التأهيل والتعليم للأطفال والعوائل لأن خطرهم يزداد يوماً بعد آخر”.
واختتم بدران جيا كرد حديثه قائلاً، إنه يجب على المجتمع الدولي عدم تهميش سوريا ومناطق شمال وشرق سوريا في ظل التطورات الراهنة في المنطقة، وكذلك من أجل إنهاء خطر الإرهاب على العالم والحد من الهجرة تجاه البلدان الأوربية يتطلب تقديم الدعم لمناطق الإدارة الذاتية والبحث عن الحلول على أرض الواقع للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.