إلى الإعلام والرَّأي العام
تُحضّر دولة الاحتلال التُّركيّ منذ فترة طويلة لشَنِّ هجومٍ واسعٍ على مناطق شمال وشرق سوريا، بالأخصِّ بعد أن اختلقت مؤامرة التفجير هي بنفسها في إسطنبول، واتَّخذتها ذريعةً لتُهدِّدَ بها مناطقنا.
بناءً على تلك التَّحضيرات؛ شَنَّت في ليلة 19 نوفمبر/ تشرين الثّاني، وفي السّاعة الثّانية عشرة بعد منتصف اللّيل، هجوماً جوّيّاً وحشيّاً بالطائرات الحربيّة على مناطقنا. استهدفت في هذا الهجوم مناطق “ديرك/ المالكيّة، الدِّرباسيّة، زركان/ أبو راسين، كوباني، تل رفعت، ومناطق الشَّهباء”. وتواصلت الهجمات الجوّيّة بشكل متقطّع حتّى صباح اليوم.
أسفرت الهجمات على مدينة ديرك وريفها، عن ارتكاب الاحتلال التُّركيّ مجزرة كبيرة في قرية “تقل بقل”. ففي بداية الهجوم على قرية “تقل بقل” استشهد عامل في شركة الكهرباء، وعندما حاول المدنيّون الوصول إليه وإسعافه؛ شَنَّ طيران الاحتلال التُّركيّ غارةً أخرى واستهدفت المدنيّين المُسعِفين وارتكب مجزرة كبيرة، أسفرت عن استشهاد /11/ مدنيّاً، وجرح /6/ آخرين، كذلك ألحقت أضراراً بالغة بمحطّة تحويل الكهرباء أيضاً.
في منطقة الدِّرباسيّة؛ أسفر استهداف الطيران الحربيّ للاحتلال التُّركيّ عن استشهاد اثنين من حُرّاس صوامع القمح ومراكز زراعيّة، وفي منطقة زركان/ أبو راسين استشهد مقاتل من قوّاتنا أيضاً.
وفي كوباني، ونتيجة القصف الجوّيّ الموسّع عليها، وحسب ما تَمَّ توثيقه والتأكُّد منه؛ فقد أصيب ثلاثة مدنيّين بجروح، وألحقت أضرار بالغة بمنازل وممتلكات المدنيّين.
وحسبما تَمَّ تأكيده؛ فقد /15/ عنصراً من قوّات النِّظام السُّوريّ حياتهم، في هذه الهجمات.
مَرَّةً أخرى أظهرت دولة الاحتلال التُّركيّ وجهها الحقيقيّ الفاشي المُتَّسِم بالإبادة ومعاداة الشُّعوب، فهي لا تتحمّل رؤية الاستقرار والعيش المشترك للشُّعوب في مناطق شمال وشرق سوريّا. هذه الهجمات لا تستهدف الشَّعب الكُرديّ وحده، بل تستهدف جميع مكوِّنات شمال وشرق سوريّا .
نحن في قوّات سوريّا الدّيمقراطيّة (قسد)، مثلما دافعنا عن شعبنا ومناطقنا ضُدَّ هجمات تنظيم “داعش” الإرهابيّ ودولة الاحتلال التُّركيّ، من الآن فصاعداً سنقوم بواجبنا التّاريخيّ – وبإصرار وتصميم أكبر – سنواصل كفاحنا. لن تبقى هجمات دولة الاحتلال التُّركيّ هذه دون رَدٍّ، في المكان والزَّمان المُناسبين سنرُدُّ، وبشكل قويّ ومؤثِّرٍ عليها.
نحن على ثقة تامَّةٍ بأنَّ شعبنا، وبإصرار أكبر، سيقوّي من تلاحمه ووحدته الوطنيّة وتماسكه، وسيزيد من تمسُّكِه بتراب وطنه واستقرار مناطقه أكثر من أيّ وقتٍ مضى، وسيبدي موقفاً أقوى ضُدَّ الهجمات الوحشيّة لدولة الاحتلال التُّركيّ وشركائها.
نُقدِّمُ عزاءنا الحارّ إلى شعبنا وجميع عوائل شُهداء هذه المجزرة، ونُجدِّدُ عهدنا لهم مَرَّةً أخرى بأنَّنا سنلتزم بنهجهم ونليق بتضحياتهم وكفاحهم، كما نتمنّى الشِّفاء العاجل للجرحى.
القيادة العامّة لقوّات سوريّا الدّيمقراطيّة (قسد)
20 نوفمبر/ تشرين الثّاني 2022