كلمة أفين سويد خلال المنتدى السوري للحوار الوطني

ألقت السيدة أفين سويد (الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا)، كلمة خلال المنتدى السوري للحوار الوطني الذي يُنظمه مركز روج آفا للدراسات في مدينة الرقة.

وقالت سويد، يسعدنا أن نكون هنا معاً في هذا المنتدى الذي سيُشكل فرصة قيِّمة لتحليل المرحلة التي نمر بها، فجميعنا يحتاج أن نلتقي ونُناقش بشكل موسع ما عايشناه ونعيشه من نجاحات ومخاطر والحلول التي يمكن أن نستنبطها معاً.

وأضافت، عانى السوريون من سياسة الحزب الواحد ومن النظام المركزي الذي غيَّب إرادة السوريين وهمشهم وأقصاهم من إدارة وطنهم، وتمَّ نفي البعض منهم وعاش الآخرين غرباء في وطنهم مُكمَّمي الأفواه إلا من تعالت أصواتهم فتعرضوا للملاحقة والإخفاء والتغيب فأحكمت سلطة البعث قبضتها على رقاب كل السوريين متجاهلة الغنى التاريخي والثقافي والعرقي والطائفي الموجود في سوريا مؤسسةً بذلك نظاماً عنصرياً شوفينياً قائماً على الإنكار والنظرة الدونية والبغض بين السوريين.

وتابعت سويد، تَيقن السوريون خلال السنوات الماضية من الأسباب التي أدت إلى عيشهم التجربة المريرة تحت حكم النظام السابق الذي صمَّ أُذنيه عن كل محاولات إنقاذ ما يمكن إنقاذه من وطننا سوريا، لكن كل محاولات الإنكار والإقصاء والتهميش والجور الموجود لم يثني السوريين في مواصلة سعيهم لإنضاج تجربتهم الثورية والبحث عن بديل ديمقراطي يحافظ على حرية الفرد وكرامته والتعددية الموجودة في سوريا وإدارة البلاد بإرادة وأبناءها وبناتها.

وأردفت، في مناطق شمال وشرق سوريا تعاونت المكونات من عرب وكرد وسريان وآشور وعملت على حماية السيادة السورية ووحدة البلاد كما ناضلت لحماية نفسها وتحرير مُدنها وقُراها من براثن الإرهاب ولتسيير أمورها تمَّ الإعلان عن أول إدارة ذاتية في مناطق شمال وشرق سوريا في العام 2014 كنموذج لإدارة المناطق نفسها بنفسها وكتمثيل لكافة المكونات والأحزاب والإثنيات الموجودة في شمال وشرق سوريا بما يليق بالتعددية الموجودة والنضال الذي تمَّ خوضه والأثمان الباهظة لبناء مجتمع حر ديمقراطي تقوده المرأة السورية.

كما أوضحت الرئيسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية، أنَّه أصبح واضحاً للعيان أنَّ هذا النموذج الديمقراطي يمثل النموذج الأمثل لبناء سوريا الجديدة، وبسقوط النظام السابق تجددت الآمال لدى السوريين بعد أن عاشت الأزمة السورية ركوداً طويلاً بددت آمالهم بإمكانية الوصول لحياة حرة كريمة، ومع تطور الحالة السياسية والوعي والمعرفة لدى المجتمع السوري كان المتوقع من السلطة الجديدة أن تتعلم من أخطاء النظام السابق وأن تأخذ بعين الاعتبار المآسي التي عاشها الشعب السوري و الهجمات التي لازال الوطن السوري يتعرض لها واحتلال أجزاء كبيرة من الأراضي السورية والحالة الاجتماعية والاقتصادية الهشة ومحاولات تأجيج الصراعات التي خلفها النظام السابق ومئات الآلاف من العائلات التي لاتزال مُهجرة أو غير قادرة على العودة لمناطقها؛ بسبب الدمار الهائل لذا كان من الأحرى أن تتلفت السلطة الجديدة إلى الشعب السوري بكافة أطيافه ومكوناته وتوجهاته السياسية وأن يكون الحوار وتوحيد الرؤى كبلسم يضمد جراح السوريين بدلاً من تجاهلهم من جديد والاستئثار بمصير البلاد دون إشراك ممثلين حقيقيين عن كل الشعب السوري.

وقالت أفين سويد في ختام كلمتها، إنَّ الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا ومُنذ اليوم الأول تشدد على أنَّ تحقيق المطالب الحقة للشعب السوري ستكون بجلوس السوريين إلى طاولة واحدة وتحليل أسباب ماعشناه والوصول إلى صيغة تحقق آمال الشعب بأكمله في الحياة الحرة الكريمة على أُسس من الحرية والمساواة والعدل بنظام ديمقراطي لامركزي يمثل الجميع وتقوده المرأة في دستور جديد يُكتب بأيادي السوريين والسوريات بتمثيل متساوي، ونتمنى أن يكون منتدانا هذا شكلاً من أشكال التمهيد لخطوات مثمرة قادمة.
عاشت سوريا حرة تعددية لامركزية ديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *