يُصادف الأول من أيار عيد العمال العالمي, يوم التعبير عن التضامن مع الكدح والكادحين وإجماع العالم على هذا المفهوم التضامني بعد نضال مرير وشاق من قبل الكادحين ضدّ الأنظمة الاستغلالية التي كانت تغتصب وتستغل حقوقهم وكدحهم، اللذين كانوا ومازالوا يمثلون الجنود المجهولين في بناء صرح الحضارات التاريخية وتطوّره إلى يومنا هذا, على الرغم من ذلك فإن أكثر الطبقات التي تعرّضت للاستغلال والاضطهاد على مرّ العصور التاريخية هم من الرق إلى الفلاحين انتهاءً بالعمال نتيجة تحكّم الأنظمة الهرمية الدولتية التي أفقدت العدل والمساواة بين جميع فئات وطبقات المجتمع.
إلى يومنا هذا ما تمّ كسبه لبعض الحقوق كانت انتزاع من الأنظمة الرأسمالية بعد نضال دؤوب وتنظيم للصفوف ضمن نقابات واتحادات عمالية, إلّا أنّها مازالت تواجه قضايا مصيرية نتيجة الأزمات المختلفة التي يُفرزها نظام الحداثة الرأسمالية وكذلك الطبقة الكادحة هي الأكثر تضرّراً بالأزمات والحروب التي تعصف بالمنطقة وبشكل خاص سوريا ومناطق شمال شرق سوريا, نتيجة الفوضى والدمار التي لحقت بالبُنى التحتية وفقدان فرص العمل إلى درجة الانعدام والهجرة إلى الخارج أو النزوح داخلياً وتحولوا إلى أيدي عاملة رخيصة جداً لدى الجشعين وسماسرة الحرب, وهذا يُعتبر من أكبر الكوارث الإنسانية في هذا العصر نتيجة تلك الحروب التي أفرزتها الأنظمة الحالية.
نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا نتضامن مع الكادحين والفقراء وندرك ما يعانون في الشتات, انطلاقاً من هذه المعاناة مُطالبين جعل هذا اليوم التاريخي للعمال العالمي يوماً لتطوير الكفاح والتنظيم لتجاوز المفاهيم السلطوية والاستغلالية لنبني مستقبل بلادنا بالجهود المباركة لكادحي وطننا.
عيد العمال يُمثل رمزاً معنوياً وتعبيراً واضحاً عن أهمية العمال والكادحين ولابد من تحقيق الواجبات الضرورية حيالهم وعملهم بحيث يتم تحقيق المساواة وتطوير ما يضمن حقوقهم وفق أهمية دورهم, حيث نستطيع ومن خلال هذا التوجه تمتين الفئة المهمة في مجتمعاتنا لنستطيع من خلالهم بناء المجتمع الديمقراطي الحر تحقيق المساواة بين جميع الفئات المجتمعية.
نستذكر هذا اليوم التاريخي ونتوجّه بالتهنئة للعمال والعاملات في شمال وشرق سوريا وعموم سوريا، آملين أن يعمَّ الخير والسلام والعدالة والاستقرار وصولاً إلى سوريا ديمقراطية لا مركزية جديدة، وأن تكون الفرص فيها متكافئة على أُسس العدالة والمساواة، وتضمن دور العمال والكادحين وتقدّسُ سعيهم الدؤوب في تقدّم المجتمع وتطويره عبر ما تقوم به أياديهم الخيّرة.
كل عام وجميع العاملات والعمال في شمال وشرق سوريا وعموم سوريا والعالم بألف خير.
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.