استمراراً لسياسات تركيا العدوانية، وحربها المُعلنة ضدّ الشعوب والمكونات السورية، وخاصة ما تمارسها من سياسات قذرة وبأشكال مختلفة ضدّ مكونات شمال وشرق سوريا في مناطق الإدارة الذاتية، أقلها آلة الحرب العسكرية وهجماتها اليومية، وبمختلف الأسلحة.
قامت الدولة التركية اليوم بهجوم غادر وعدوان غاشم عبر طيرانها المُسيّر باستهداف عربة تقل الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة قامشلو أثناء أدائهم لعملهم الإداري والمدني؛ مما أدى إلى استشهاد يسرى درويش (الرئيسة المشتركة لمقاطعة قامشلو) ونائبتها ليمان شويش، والسائق فرات توما، وإصابة الرئيس المشترك لمجلس المقاطعة ( كابي شمعون) بجروح بليغة.
تركيا التي لم تتوانى يوماً في وعيدها وتهديدها وضربها واستهدافاتها للمدنيين والبُنى التحتية لمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا منذ بداية الأزمة السورية على مرأى ومسمع المجتمع الدولي، تارة بشكل مباشر وتارة عبر مرتزقتها وأذرعها من التنظيمات الإر.هابية كد.اعش وأخواتها؛ بهدف إيجاد أرضيات لاستدامة الحروب بين مكونات المنطقة، وبالتالي الإبقاء على حالة الاحتلال لمناطق من شمال وشرق سوريا وممارسة سياستها التجريفية والتغيير الديموغرافي، وارتكابها لأفظع الجرائم والتي ترتقي في معظمها إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضدّ الإنسانية وفق تقارير نشرتها ورصدتها منظمات حقوقية وإنسانية دولية.
هذا إن دلّ على شي إنما يدل بوجود تفاهمات وسياسات مشتركة بين مجموعة (أستانة ) والحكومة الفاشية التركية، والاستمرار في سياساتها العدوانية تجاه شعوب المنطقة، تعتبر من السياسات الاستراتيجية التي كانت تتبعها حكومة العدالة والتنمية قبل الانتخابات وبعدها، وهذا واضح بأنها ستستمر في سياسات الإبادة والحرب بكافة أشكالها لزعزعة الاستقرار في المنطقة متذرعة بحجج كاذبة ومنافية للحقيقة.
نحن في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا في الوقت الذي نُعزي فيه عوائل وذوي الشهداء جرّاء هذا العدوان الغادر ونتمنى الشفاء العاجل للجرحى، نُدين فيه وبأشد العبارات السياسات العدوانية الهمجية للدولة التركية ضدّ مكونات وشعوب مناطق الإدارة الذاتية التي أمّنت شكلاً من التآلف والتوافق في خضم الحرب والمقتلة السورية والتي تسعى لأن تكون نموذجاً وحلاً يجتمع عليه السوريون، كما ندعو التحالف الدولي وروسيا والمجتمع الدولي بأن تخرج عن صمتها تجاه ما يتعرض له شعبنا من هجمات فاشية، وأن تقوم بمسوولياتها لوضع حد لغطرسة الطغمة الحاكمة في تركيا، وإلا هذه الممارسات تدفع المنطقة إلى مخاطر كبيرة وفوضى عارمة يصعب التحكم بها وضبطها.
كما نعاهد أبناءنا من مكونات الإدارة الذاتية السياسية والمجتمعية والمدنية حماية مكتسباتنا التاريخية وندافع عنها في السير على خطى الشهداء والشهادة.
الرحمة والخلود للشهداء
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
٢٠ / ٦ / ٢٠٢٣