أعلنت قوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا اليوم السبت عن انتهاء المرحلة الثانية من حملة الإنسانية والأمن في مخيم الهول, وذلك عبر بياناً رسميّاً جاء فيه:
“بداية نستذكر رفاقنا الشهداء جسور خبات وعُدي جنيدية الذين جادا بدمائهم الطاهرة وارتقوا شهداءً في اشتباك مع خلية إرهابية مسلّحة تابعة لداعش خلال عملية الإنسانية والأمن في مخيم الهول، ونُجدد عهدنا بمواصلة طريقهم والانتصار لقضيتهم المقدسة، كما نتمنى الشفاء العاجل للجرحى.
لقد أطلقت قواتنا في الخامس والعشرين من شهر آب الماضي وبمساندة من قوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي ضد داعش المرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن في مخيم الهول (شرق الحسكة) لملاحقة خلايا تنظيم داعش الإرهابي المتخفّية وتجفيف البيئة والظروف التي تستفيد منها في تنفيذ الهجمات الإرهابية ضدّ قاطني المخيّم والمنظمات الإنسانية وقوى الأمن المكلّفة بحماية المخيم، حيث استمرت العملية 24 يوماً وحققت العديد من النتائج الملموسة، وفيما يلي حقائق العملية:
1- تم تأجيل العملية خلال الفترة الماضية بسبب التهديدات والهجمات التركية وانشغال قواتنا بحماية المنطقة والسكّان من تلك الهجمات؛ حيث أدّى ذلك إلى تعاظم التهديدات التي شكّلتها خلايا تنظيم داعش الإرهابي.
2- الضرورة: انطلقت العملية إثر ازدياد عمليات القتل والتعذيب التي نفّذتها الخلايا الإرهابية بحق قاطني المخيم الذين رفضوا الانضمام لجمهور التنظيم الإرهابي، حيث كانت تلك الخلايا قد حكمت بالموت على القاطنين وأثارت بينهم أحكام الرعب والتخويف، وفرضت عليهم إمّا الانضمام لخلاياه أو مواجهة مصيرهم بالتعذيب الوحشي والقتل التي ترتقي إلى جرائم ضدّ الإنسانية، حيث بلغ عدد الضحايا خلال العام الجاري فقط 44 قتيلاً من القاطنين الأبرياء وموظفي المنظمات والكثير من حالات التعذيب، وأعلنت الخلايا الإرهابية وبشكل خاص نساء التنظيم خلال الفترة الماضية تكفير عدد كبير من القاطنين بمن فيهم النساء وأطفالهم حيث تمّ وضعهم على لائحة المستهدفين بالتصفية، ومارست الكثير من أساليب الضغط والتهديد وعمليات الابتزاز المقصودة لدفع القاطنين إمّا إلى إعلان الطاعة لهم أو ترك المخيم والبقاء بدون مأوى.
كما كان مخيم الهول ضمن مخطط داعش للسيطرة عليه بالتوازي مع الهجوم على سجن الصناعة، حيث حاولت الخلايا الإرهابية حينها بالتحرك ضمن المخيم وفي محيطه، إلا أنّ التدابير الأمنية السريعة التي اتخذتها قواتنا وقوات سوريا الديمقراطية وكذلك التدخّل السريع أحبط الهجوم المخطط داخل وخارج المخيم، واستمرّت الخلايا بالتحرك لتنفيذ مخططاتهم وخاصّة في ظلّ الهجمات والتهديدات التركية الأخيرة في تناغم واضح بين الطرفين المهاجمين.
بمواجهة ذلك، وخلال العملية تمكّنت قواتنا من تحقيق نتائج فورية واعتقال العديد من المتورّطين المجرمين في تلك الأعمال الوحشية، وكذلك عدد من الأشخاص الذين قاموا بتسيير تلك الأفعال وتثبيت الضحايا، كما قامت قواتنا بتأمين حياة الكثير من المستهدفين المحتملين ونقلهم إلى أماكن أكثر أمناً، إضافة إلى اعتقال العديد من المخططين للهجمات والمسؤولين عن عمليات التواصل مع الخلايا الإرهابية في الخارج.
3- اعتمد التنظيم الإرهابي وبشكل خاص على النساء والأطفال كموارد حقيقية مرتبطة بشكل مباشر بمتزعمي داعش للحفاظ على الفكر الداعشي الإرهابي ونشره في المخيم، وعقدت نساء التنظيم في سبيل ذلك الكثير من الجلسات والدورات الشرعية لتلقين الفكر المتطرف وإشباع المتلقين وخاصة الأطفال والنساء أساليب الانتقام الوحشية، حيث كان التنظيم يمهّد لاستغلال الأطفال وخاصة الذين تجاوزت أعمارهم الثمان سنوات في أدوار قتالية محتملة، وفي سبيل ذلك تمّت عدّة محاولات لإعادة تدريب وتشكيل تنظيم ما يسمى (أشبال الخلافة) إلى جانب جهاز ما يسمى (الحسبة النسائية) للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي كان مسؤولاً عن الكثير من عمليات القتل والترهيب, كما رفعت نساء التنظيم مستوى التواصل مع النساء الأخريات وأطفالهم وحاولوا استقطابهم إلى صفوفهم من خلال الخطاب العاطفي أو التهديد الشفهي أو العملي.
قواتنا دمّرت الكثير من النقاط والأوكار التي خصّصها التنظيم لتلقين الفكر الإرهابي، واعتقلت العديد من أخطر النساء اللواتي تولّين خلال الفترة الماضية مهام التدريب والتلقين واستقطاب العناصر داخل وخارج المخيم وكذلك الدعاية للفكر المتطرّف، وكذلك النساء اللواتي قمن بعمليات إجرامية بحق القاطنين، كما شتت قواتنا جهاز الحسبة وأشبال الخلافة باعتقال المسؤولين عنها وإعادة تنظيم بعض القطاعات.
4- أساءت نساء التنظيم الإرهابي استخدام الموارد والمنتجات المقدمة وبشكل خاص تحويل الأموال والاتصالات في نقل المعلومات وتحريض الخلايا وربطها مع بعضها داخل المخيم وخارجه، حيث عثرت قواتنا على الكثير من أجهزة الاتصالات والوثائق التي تؤكد استغلال تلك الموارد في التواصل مع الخلايا الإرهابية وخاصّة في المناطق السورية التي تحتلها تركيا، وكذلك في تلقّي الخطط والبرامج لنشر الفوضى في المخيم والتمهيد لهجمات إرهابية ومحاولات الفرار وتلقي الأموال التي تساعدهم على استقطاب الشباب الفقراء, كذلك توصّلت قواتنا خلال التحقيقات الأولية إلى عناوين وأسماء لبعض الميّسرين لعمليات تمويل الخلايا الإرهابية ونقل الأموال إلى داخل المخيم، حيث تمّ اعتقال ثلاثة منهم في الحسكة وبلدة الهول بعمليات مشتركة لقوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي بالتوازي مع عملية الإنسانية والأمن.
5- الأسلحة التي تمّ العثور عليها: خلال العملية ضبطت قواتنا الكثير من الأسلحة بما فيها القنابل والأسلحة المتوسّطة وكواتم الصوت والمسدسات، التي كانت خلايا التنظيم تستخدمها في عملياتها الإرهابية، وكذلك عثرت قواتنا على العديد من الأنفاق والخنادق غير المكتملة التي كانت الخلايا تستخدمها في إخفاء السلاح والعناصر أو محاولة الفرار من المخيّم حيث تم تدميرها.
خلال التحقيقات، تم تأكيد ثلاث مصادر لتلك الأسلحة التي كانت بحوزة الخلايا الإرهابية في المخيم، الأول، تورّط بعض موظفي المنظمات وبشكل خاص موظفي منظمة (بهار) في إدخال الأسلحة والأموال وتهريب عناصر ونساء داعش, المصدر الثاني، الأسلحة الفردية والقنابل التي أخفتها نساء التنظيم وأطفاله بين حوائجهم وملابسهم خلال نقلهم من الباغوز، حيث لم تساعد التقنيات الأمنية المتوفرة وكذلك الظروف اللوجستية والأمنية الصعبة في تلك الفترة والعدد الكبير للنساء والأطفال وحوائجهم في كشفها حينها، الثالث، استغل التنظيم الإرهابي الإمكانات المادية المقدمة في صناعة الأسلحة الحادة كالخناجر والسكاكين والهراوات وأجهزة التعذيب المروّعة لترهيب القاطنين، ودفعهم للاستسلام.
6- النساء الإيزيديات المختطفات: خلال عملية الإنسانية والأمن، خلّصت وحدات حماية المرأة YPJ فتاتين إيزيدتين من قبضة نساء داعش المتشددات، ونقلتهم إلى بيئة آمنة، حيث وصل عدد النساء والأطفال الإيزيديين الذين تمّ تخليصهم من المخيم من قبل الوحدات خلال أربع أعوام إلى أكثر من 200 شخص إيزيدي, اعترضت الوحدات الكثير من العوائق للوصول إلى هؤلاء النساء بشكل سريع وتخليصهن ومن أهمها، خوف النساء من الكشف عن هويتهن وتقمّصهن شخصيات أجنبية وصولاً إلى الذوبان في أسلوب حياة الداعشيات لحماية حياتهن وتحت ضغط تهديدات نساء داعش, عدم توفّر البيانات والصور وكذلك صور البصمات اللازمة لهؤلاء النساء لدى الأجهزة المختصة وعدم تعاون الجهات العراقية في هذا الخصوص بالدرجة الكافية، علماً أن عمليات البحث ستستمر حتى تخليص كافة النساء الإيزيديات داخل وخارج المخيم وهي مهمة أساسية واستراتيجية لا تراجع عنها.
وبنفس الصدد، خلّصت وحدات حماية المرأة أربع نساء غير إيزيديات كنّ مقيدات بالسلاسل وتعرضن لتعذيب وحشي من قبل نساء داعش، حيث ما تزال التحقيقات مستمرّة لمعرفة حيثيات تلك الحوادث والمسؤولين عنها.
7- الجانب الإنساني: إنّ قواتنا التي واجهت أخطار حقيقية من قبل الخلايا الإرهابية خلال عملية البحث والتمشيط تقرّبت بحساسية مُفرطة من الجوانب الإنسانية داخل المخيّم، وقدّمت ضمانات عملية باستمرار تدفّق المساعدات الإنسانية للقاطنين بنفس السرعة والسوية السابقة، كما قامت بتحويل مساعدات إضافية من حصص أفرادها إلى بعض الأسر المحتاجة.
على الرغم من استفزازات خلايا التنظيم وبشكل خاص نسائه اللواتي حاولن إلهاء قواتنا بمشاكل جانبية للتشويش على العملية ومساعدة الخلايا الإرهابية على التخفي والفرار، إلا أنّ العملية سارت بدون أخطاء سوى بعض الأخطاء القليلة المتعلقة بعدم توفر التقنية الأمنية الكافية للتعامل مع هكذا ظواهر، إضافة إلى لجوء عناصر الخلايا الإرهابية إلى ارتداء لباس النساء للتخفي، إلا أن ذلك لم يمنع قواتنا من كشفهم وشلّ قدرتهم على التحرّك ومنعهم من إيذاء القاطنين.
8- الواجبات الدولية: لقد قدّمت قواتنا وقوّات سوريا الديمقراطية خلال الفترة الماضية تضحيات جمّة لمنع تفجّر القنبلة الموقوتة في مخيم الهول على الرغم من انشغالها بالتصدي لهجمات الاحتلال التركي ومرتزقته، وساهمت في تحسين حياة القاطنين رغماً عن تهديدات خلايا داعش، وخلال عملية الإنسانية والأمن أيضاً أزالت الكثير من الأخطار وانتزعت فتيل القنبلة من أيدي خلايا التنظيم إلا أنّ القنبلة نفسها لا تزال موجودة والخطر قائم، وهنا لا بد من تذكير المجتمع الدولي الذي قلل من درجة خطورة التهديدات في المخيم خلال الفترة الماضية تذكيره بواجباته.
وبخصوص ذلك، نجدد دعوتنا للدول التي لديها رعايا في المخيم بضرورة نقلهم إلى أراضيهم وعدم تركهم عُرضة للاستغلال والتجنيد من قبل تنظيم داعش.
كما ندعو الأطراف الدولية المعنيّة رؤية العلاقة العضوية التي ربطت خلال الفترة الماضية بين أجهزة الاستخبارات التركية وخلايا التنظيم داخل وخارج المخيم وكذلك ندعوهم لعرقلة تحرّكات زعماء داعش في المناطق السورية التي تحتلها تركيا وخاصّة المسؤولين عن توجيه وتحريض الخلايا ونسائهم، حيث أكّدت التحقيقات مع عناصر الخلايا الإرهابية المعتقلين العلاقة الوثيقة بين الاحتلال وتلك الخلايا وخاصّة في مجال تنفيذ العمليات الإرهابية أو محاولات تهريب العناصر وعائلاتهم إلى المناطق المحتلة وإعادة تأهيلهم وزجّهم في الغزوات التركية المحتملة ضدّ مناطقنا على غرار ما جرى خلال الهجوم على مخيم عين عيسى من قبل تركيا عام 2019 وتهريب عائلات داعش من هناك من قبل جيش الاحتلال التركي ومرتزقته.
كما نُحذّر من تجاهل خطر الوصول غير المدروس للأموال والموارد تحت مسمى (الدعم الاجتماعي) من خلال موظفين غير أكفاء يعملون في بعض المنظّمات التي تعمل في المخيم إلى نساء التنظيم اللواتي قمن باستغلال ذلك في أعمال الدعاية والاستقطاب.
ختاماً، إننا في القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا نشيد بالتزام وانضباط أفراد قواتنا والقوات المشاركة في الحملة والمستوى العالي في تنفيذ العملية, ونقدّر عالياً تضحياتهم التي قدّموها في سبيل ضمان الأمن وحماية الإنسانية ومنع داعش من استغلال المخيم، كما نقدّم مرة أخرى تعازينا إلى أُسر شهداء العملية ورفاقهم، كما نشكر إدارة المخيم على مضاعفة العمل ومواصلة تقديم الخدمات والمساعدات للقاطنين أثناء العملية، وكذلك الشكر لوحدات حماية المرأة ولقوّات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي على ما قدّموه من دعم ومساندة فعّالة.
ونُعلن انتهاء المرحلة الثانية من عملية الإنسانية والأمن في مخيم الهول، حيث ستستمر قواتنا بملاحقة الخلايا المحتملة ومواجهة الأخطار من خلال عمليات أمنية دورية بحسب الضرورة القصوى.
وفيما يلي حصيلة بعدد معتقلي داعش والأسلحة التي تم ضبطها داخل المخيم:
*المعتقلين: 226 شخصاً من بينهم 36 امرأة متشددة شاركن في جرائم القتل والترهيب.
*الكشف عن 25 خندق ونفق.
*الأسلحة المصادرة:
سلاح نوع AK-47عدد 3
قطعة سلاح قاذف RPG مع حشوتين.
مسدسات عدد 2
قنابل يدوية عدد 25
25 كغ من المواد المتفجرة TNT
11 قطع كاتمة للصوت.
388 طلقة AK-47
10 مخازن سلاح AK-47
09 جعب عسكرية.
قطعة ملابس عسكرية للجيش التركي.
العديد من الأسلحة الحادة (سكاكين – خناجر – هراوات) وأدوات التعذيب.
الكثير من أجهزة الاتصالات”.
القيادة العامة لقوى الأمن الداخلي لشمال وشرق سوريا
17 أيلول 2022