قامت الدولة التركية وفي ليلة 19-20 من هذا الشهر بعدوان غاشم عبر طيرانها الحربي على مناطق شمال شرق سوريا، بدءاً من ديريك مروراً بالدرباسية وزركان وتل أبيض وكوباني والشهباء، استخدمت فيها عشرات الطائرات الحربية والمسيّرة، ضربت نقاط عسكرية وبُنى تحتية وأعيان مدنية، كصوامع الحبوب في قرية ظهر العرب بالدرباسية ومحطة الكهرباء في قرية تقل بقل بديريك، خلّفت وارئها شهداء وجرحى من المدنيين والعسكريين، جاء هذا العدوان الإرهابي بعد محاولات حثيثة من قبل النظام التركي فشل فيها بإقناع العالم في الهجوم مرة أخرى على مناطق شمال وشرق سوريا؛ بُغية احتلاله وارتاكابه لجرائم بحق شعوب المنطقة ومكوناتها كما يحصل حالياً من قتل وتنكيل وتهجير قسري وتغيير ديموغرافي ترتقي معظمها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، فقاموا بحَبِك مؤامرة في أقبية المافيا والدولة العميقة مع تحالف الفاشية التركية بمسرحية تفجير إسطنبول وتسويقها عبر جوقة إعلامية مبتورة ومكشوفة الأسباب والغايات في خلق الحجج والذرائع لضرب مقدرات شعوب المنطقة ومكتسباتها الوطنية؛ في سعي منها لخلق الفوضى والبلبلة وضرب الجهود الدولية لمحارب الإرهاب لإحياء داعش وأخواتها من جديد في المنطقة، وبالتالي إدخال المنطقة في حروب عبثية لا يُحمد عقباه، بعد أن حافظت على استقرار نسبي ظنّاً من ثلة الحكم الأردوغاني بتركيا أن ينجح في تسويق مسرحية التفجير في إسطنبول وبالتالي يكسب بعض الأصوات في الانتخابات المستقبلية على حساب دماء مكونات وشعوب المنطقة، وبالتالي خروجه من الأزمة التي يعيشسها نظامه الاستبدادي الدموي نتيجة تدخله واحتلاله لمناطق من الجغرافيا السورية وجسامة ما ارتكبه من فظائع لا يمكن أن يشفع له في المستقبل من قبل مكونات وشعوب المنطقة .
نحن في الادارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وفي الوقت الذي نُعزي فيه عوائل الشهداء الأبطال من المدنيين والعسكريين داعين بالشفاء العاجل للجرحى نستنكر وبشدة سياسات الدولة التركية الإرهابية العدوانية وممارستها الإبادية النهبية بحق شعوب ومكونات المنطقة، وبالأخص عدوانها على مناطق شمال وشرق سوريا واستهدافها للمدنيين والعسكريين على حدٍ سواء، وبكافة أنواع الأسلحة ضاربة عرض الحائط كل القوانين والمبادئ المعترف بها من قبل الشرعية الدولية، ندعو فيه كافة مكونات شمال وشرق سوريا للوقوف صفاً واحداً في وجه العدوان التركي وألاعيبه وممارساته الإجرامية والتحلّي باليقظة وروح الشعب الثورية والالتفاف حول مؤسساتهم المدنية والأمنية والعسكرية والتي هي مكتسبات تاريخية وطنية بُنيت بتضحيات أبناء المنطقة من الكرد والعرب والسريان والتركمان والجاجان وكافة الشرائح المجتمعية، كما ندعو المجتمع الدولي للخروج من صمته وإبداء موقف واضح تجاه ما يجري من عدوان سافر وغاشم على مناطقنا خاصة الراعيين الأساسيين لوقف العمليات القتالية روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية وإن أي تطور آخر لهذا العدوان قد يدخل المنطقة ومعها العالم في حروب مستقبلية يصعب السيطرة عليها من جديد بعد أن حافظت على هدوء نسبي خلال الفترة السابقة .
الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا
عين عيسى في 2022/11/20